الأربعاء، 15 أغسطس 2018

التوحد

التوحد
لمحة تاريخية عن التوحد:
       أول من تحدث عن اضطراب التوحد كان الطبيب العقلي السويسري »EUGENE LERILER  « سنة 1911 ثم الطبيب العقلي الأمريكي ليو كانر » Léo Kenner «  الذي قام بتشخيص  هذا الاضطراب  انطلاقا  من دراسة، حيث لاحظ وجود 11 طفل...(1) . Groupe de recherche sur l’autisme et le polyhandicapé (professeur JACOSTA E SILVA) Les causes de l’autisme et leur traitement  Harmattan K Paris 2000 pp 16-20
مضطرب يتصرفون بطريقة غير شائعة لدى الأطفال المصابين بالتخلف العقلي أو الفصامين كما لاحظ أنهم كانوا عاجزين  منذ بداية حياتهم  عن التواصل  مع الآخرين بالطرق المعتادة و كانوا محدودي اللغة و لديهم رغبة حوارية كبرى أن يظل كل شيء حولهم كما هو دون تغير و قد أطلق "كانر" , آخرون على هذه الأعراض بالذاتية الطفلية الباكرة...(2) محمد أحمد خطاب «سيكولوجية الطفل التوحدي"،دار الثقافة للنشر و التوزيع 2009 ص9
على الرغم من وصف كانر و آخرين للاضطراب مثل ريملاند  1964 إلا أن اسم الاضطراب لم يتم قبوله في  المصطلحات  التشخيصية  الرسمية حتى  نشر  في»    DSMIV   « 1980  حيث تم تصنيفه  على أنه أحد الاضطرابات  المنتشرة  لأن  مصطلح اضطراب التوحد استعمل في البداية  في  ميدان  الطب  النفسي عندما عرف  الفصام خاصة  فصام الطفولة و  في ذلك  الوقت كان  يستخدم  المصطلح  كوصف  لصفـــة الانسحاب لدى الفصامين...(3) (مرجع سابق)

و من بين العلماء الذين اهتموا بتاريخ التوحد نجد:
 روتر 1966 و لوك سبر 1967: قارنا بين 63 طفل  معوق ذهنيا  ممن يعانون من اضطرابات انفعالية و  سلوكية  اشتملت  العلاقات : الكلام، الحركة، التركيز،  إيذاء  الذات  الاستجابة للألم و المشكلات السلوكية
رنيقو فريمان: أشار إلى أن"كانر" لم يكن يحاول أن يطور نظاما موضوعيا للتشخيص وأيد «الجماعة البريطانية" سنة 1961 وعمل معهم لإصدار قائمة من تسعة نقاط عرفت بنقاط "كيرك التسع" و ذلك في استخدامها في تشخيص التوحد.
1-   تعريف اضطراب طيف التوحد:
اهتم الباحثين و العلماء باضطراب التوحد و قد اختلفوا في تحديد مفهومه، فهناك من عرفه على انه إعاقة تصيب الفكر في التنفيذ و التحسيس" و هناك من عرفه على أنه إعاقة تصيب التنفيذ الحركي"و هناك من قال أنه اضطراب نمائي شامل يمس قدرات الفرد على التواصل فينعزل عن العالم صانعا لنفسه عالما خاص به و سنعرض فيما يلي أهم التعريف و المفاهيم:
1-   1 التوحد إعاقة الفكر في التنفيذ الحسي:
اتفق على هذا التعريف مجموعة من العلماء و الباحثين من بينهم" ليو كانر1943" الذي يرى أن التوحد هو عدم قدرة الطفل فطريا على ربط علاقات مع الأفراد مما يدفعه للانعزال عن الوسط الخارجي"
كما عرفه  » WARING   « بأنه اضطراب في العلاقات الاجتماعية" و في سنة 1982 عرفه» TANGUNG«   بأنه اضطراب في النمو و الفهم اللغوي
و في نفس السنة عرفه » UNGERERSIGMAN«    بأنه صعوبة في مشاركة الآخرين"، أما » ADRIEN « فقد قال بأن التوحد هو صعوبة في التمييز بين المشاعر...(1)
Groupe de recherche sur l’autisme et le polyhandicapé (professeur S Le BOVICI) K Les causes de l’autisme et leur traitement » Harmattan Paris 2000 p 19
1-2- التوحد إعاقة تصيب التنفيذ الحركي:
اعتمد علماء هذا التعريف على الأساليب التي تؤدي إلى إعاقة في التنفيذ الحركي و أولهم في العالم  BLEULER»«   ستة 1911م الذي توصل إلى أن التوحد هو فقدان القدرة على التناسق.
و في سنة 1920م جاء » FREND « الذي قال " أن كثرة المنبهات هي التي تعيق قدرة الإدماج و التجاوب" كما عرفها  » « GOLA-FORDسنة 1961م بأنها إعاقة تصيب التنفيذ الحركي بسبب الضغط و الإفراط في المنبهات السمعية، و لكن سنة 1971م جاء » LOVAC  «بتعريفه للتوحد بأنه اهتمام بجزء فقط من المؤثرات الحسية.
و في الثمانينات أي ما بين 1980 و 1988 أوضح كل » BARRYet«JAMES بأنه اضطراب في عملية الانتقاء، و أخيرا نجد العالمانBARTH ELERNY » et AL « 1990 يعرفها بأنها اضطراب الفهم، للتعرف و الاتصال من جهة و اضطراب على المستوى الحسي الحركي من جهة أخرى ...(1)  BARTH ELERN(C) HANEURY (L) LEORD(G) « L’autisme de l’enfant la thérapie d’échange de développement k expansions scientifique » France Paris 1989.p 232
*- بعض المنظمات المهتمة بطيف التوحد
*- المنظمة العالمية للصحةORGANISATION MONDIAL DE LA SANTE
لقد عرفت هذه المنظمة التوحد عام 1982 على أنه اضطراب نمائي يظهر قبل 3 سنوات على شكل عجز في استخدام اللغة، للعب و التفاعل الاجتماعي.
    *- المعهد القومي للصحة العقلية:
التوحد هو تشويش عقلي يؤثر على قدرة الأفراد على الاتصال و إقامة علاقات مع الآخرين والاستجابة بطريقة غير مناسبة مع البيئة المحيطية بهم، حيث يبدو و كأنهم منغلقين أو محصورين داخل أنماط سلوكية متكررة و نماذج تفكير جامدة، و أكثر هؤلاء يواجهون مشكلات اجتماعية وحسية تتصل بالإدراك حيث تؤثر عل سلوكهم و بالتالي على قدراتهم على التعلم و التكيف مع الحياة. جمال الخطيب، منى الحديدي جميل الصماعي" مقدمة في تعليم الطلبة ظوي الحاجات الخاصةدار الفكر للنشر و التوزيع،2007 ص 320
أ‌-       بعض الجمعيات "
*- الجمعية الأمريكية التوحدية:
  التوحد هو نوع من الاضطرابات التطورية التي تظهر في ثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، و تكون نتائج الاضطرابات نيريولوجية تؤثر على وظائف المخ، و بالتالي تؤثر على مختلف نواحي النمو، فيجعل الاتصال الاجتماعي صعب عند هؤلاء الأطفال و يجعل عندهم صعوبة في الاتصال سواء كان لفظي أو غير لفظي، و هؤلاء الأطفال يستجبون لأشياء أكثر من الأشخاص كما أن هؤلاء يضرب هؤلاء من أي تغير يحدث في بيئتهم و دائما يكررون حركات جسمانية أو مقاطع من كلمات بطريقة آلية
*- الجمعية الأمريكية للطب النفسي:
تعتبر التوحد " اضطراب يشمل الجوانب النمائية الثالثة التالية:الكفاءة الاجتماعية،التواصل ، اللغة،السلوك النمطي ، الاهتمامات و النشاطات"
*- تعريف التوحد حسب بعض الباحثين العرب:
لقد اعتبر أن التوحد مصطلح يستخدم لوصف إعاقة من إعاقات النمو و نزعة انطوانية انسحابية تعزل الطفل الذي يعاني منها عن الوسط المحيطي بحيث يعيش منغلقا على نفسه لا يكاد يحس بما حوله من أفراد أو ظواهر...(1) -لبيب فراج عثمان،" إعاقة التوحد أو الاجترارية، خواصها و تشخيصها" النشرة الدورية العدد 40 اتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة و المعوقين 1994 ص  20     
أما محمد عز الدين فقد عرف الاضطراب على أنه:
اضطراب يتعلق بتطور الدماغ مع وجود بعض الملامح المميزة و الخاصة بإعاقة التوحد...(2                                           محمد عز الدين" التوحد مرض محير يهدد الأطفال الخليج" مجلة نصف الدنيا العدد579 الصادرة 08 في مارس  
و من هذا نجد بعض العلماء تطرق لتعريف التوحد انطلاقا من الأعراض او التشخيص و البعض الآخر تناوله من حيث الاضطرابات التي يسببها.
ومن هنا يجدر بنا الإشارة إلى الأساسيات التي يجب أن يتضمنها أي تعريف و هي:
-         أن التوحد هو أحد الاضطرابات الإرتقائية (النمائية) المنتشرة كما هو موضح في الشكل التالي:

 مم سبق يمكن أن نستخلص تعريفا لإعاقة التوحد وهو:
" التوحد نوع من الاضطرابات الارتقائية المعقدة التي تظل متزامنة مع الطفل منذ ظهورها إلى مدى حياته يتضح هذا الاضطراب في السنة الثالثة، حيث تغلب على الطفل النزعة الانطوائية و عدم الاهتمام بوجود الآخرين أو الإحساس بهم أو بمشاعرهم، و كذا تجنب أي تواصل معهم خاصة التواصل البصري والحركي أي غير لفظي و تتميز لغته اضطراب شديد فيغلب عليه الترديد لما يقوله الآخرين.
2- أسباب اضطراب طيف التوحد:
تعددت الدراسات التي حاولت معرفة الأسباب المؤدية للتوحد و لكن إلى حد الآن لم تتوفر أي أسباب مقنعة و مباشرة للإصابة باضطراب و هذا فقد تم إرجاع السبب إلى مجموعة من العوامل و التي سنذكرها فيمايلي
توصل العديد من الباحثين إلى وجود علاقة ما بين التوحد و شذوذ الكروموزومات و بالضبط الكروموزوم X أي » Fragile X «  حيث يعتبر هذا الأخير شكل وراثي حديث مسبب للتوحد والتخلف العقلي كما له دور أساسي في حدوث مشكلات سلوكية مثل: النشاط الزائد، الانفجارات العنيفة والسلوك الأناني. يظهر عند الفرد المصاب بكروموزوم » Fragile X «    التأخر اللغوي شديد تأخر في النمو الحركي و مهارات حسية فقيرة  وهذا الكروموزوم يكون شائع بين البنين أكثر من البنات حيث يؤثر بنسبة 5-16 بالمائة من كل الحالات. محمد عز الدين، «التوحد مرض محير يهدد أطفال الخليج"، مجلة نصف الدنيا،العدد 579 الصادرة في مارس 2006.
2-1-الأسباب الكيمائية
يعود السبب إلى ارتفاع نسبة الهرمونات المختلفة المسؤولة عن القلق و الخوف منها:
       *- هرمون سيريتين     
هذا الهرمون هو المسؤول عن ظهور السكريات التي تميز الطفل ألتوحدي عن الطفل العادي وهذا عند 30 إلى 50 بالمائة من الأطفال التوحديين.
*- إرتفاع نسبة الأدرنالين في البلازما و الذي يقابله انخفاض نسبة الديبامين و اختلال في التوازن نسبة هذه الهرمونات في الميكانيزوم الداخلي للطفل التوحدي يؤدي إلى قلة الإحساس بالألم و هذا ما يفسر عنده سلوك اللامبالاة بالخطر و ظهور ميزة القلق.
بالإضافة إلى هذه الأسباب الشائعة نجد كذلك بعض المشكلات و التشوهات التي قد تساهم في اضطراب التوحد.
1-                  *- مشكل في التشريح العصبي : وضع COUR CHESME في دراسته بوجود مشكل في الفص الأيسر للدماغ بمعنى وجود اختلال في وظائف الجهة اليسرى كما هو مبين في الشكل رقم -2- فغالبا ما يظهر عدم التعويض الواضح لوظائف الجزء الأيسر من المخ فيما يقابلها في الجزء الأيمن و يوجد خلل في المناطق المرتبطة، و في الفص المسيطر للمخ الأيسر و أيضا في التشكيل الشبكي و بينت الدراسات أن 25 بالمائة أو أكثر من المصابين بالتوحد لديهم نوبات صرعية ، و شذوذ الدراسات أسباب التوحد لخلل في الإدراك و عدم القدرة على تنظيم الاستقبال الحسي مما يعيق الطفل التوحدي على تكوين أفكار مترابطة و ذات معنى عن البيئة و التكيف معها، بالرغم من أن الأطفال التوحددين لديهم إحساس سليم و لوحظ أيضا أن هناك اضطراب في الإدراك إلى صعوبات السمع، الرؤية، الشم، التوازن والألم ذات متفاوفة لتخطيط الدماغ الكهربائي(1) ALAIN BARTHOZ CHARTHELEMY «  L’autisme de la recherche a la pratique » Ed Odile Jacob 2003.p29
                   الشكل رقم-02- يمثل التخطيط الكهربائي لدماغ كلا من التوحدي والعادي
 2-2 -الأسباب البيولوجية العضوية:    
 2-2-1 - الأسباب البيولوجية:
تنحصر هذه العوامل في الحالات التي تتسبب في إصابة الدماغ قبا الولادة و أثناءها، و نعني بذلك إصابة الأم بأحد الأمراض المعدية أثناء الحمل أو تعرضها أثناء الولادة لمشكلات عديدة نذكر منها:
نقص الأكسجين،  استخدام الآلة الخ. أو عوامل بيئية أخرى و هي تعرض الأم للنزيف قبل الولادة أو تعرضها لحوادث مختلفة و كبر سنها كل هذه العوامل قد تكون سبب متداخل في الحالة التوحدية.
2-2-2 - الأسباب العضوية:
عوامل ما قبل الولادة:
توصلت الأبحاث إلى أن التغيرات قبل الولادة تلعب دورا في حدوث المرض إضافة إلى الإصابة بأمراض مثل: نقص الوزن، عدم النضج، كبر سن المرأة الحامل، اضطرابات التنفس، تعرض الأم إلى نزيف في الأشهر الثلاثة الأولى، حيث يؤثر السائل الموجود داخل بطن الأم على الجنين.
العوامل المناعية:
هناك بعض العوامل المناعية الغير ملائمة بين الأم و الجنين قد تساهم في حدوث التوحد، كما أن الكريات اللمفاوية لبعض التوحديين راجعة إلى تعرضهم في مرحلة التكوين إلى تلف الأنسجة
إن تفسير الإصابة بالتوحد يعود إلى أسباب نفسية و أساليب التربية و دور الوالدين، خاصة الأم  و علاقتها بالطفل و نقص الارتباط العائلي بينهما وكان "ليو كانر" أول من سلط الضوء على دور الولدين، و قد وصوالدي" بأن الطفل التوحد أذكياء و ميلين لإلى استحواذ و اعتادوا على قواعد كبديل للتمتع بالحياة و هم يتسمون بالبرود العاطفي، خاصة الأم التي تقع عليها مسؤولية كبيرة عليها بالدفء و الود و الحنان  -MISE GOULD  « Parent et professionnelle devant l’autisme élut » Centre technique national de la recherche sur l’handicape Paris  1997.p. 76
3 - أنواع التوحد:  
لقد قسم الباحثون التوحد إلى عدة أنواع أهمها:
3 -1 -تقسيمTUSTIN (1977) :
في كتابها" AUTISME et PSYCHOSE DE L’ENFANT"و يضم هذا التقسيم ثلاثة أنواع:
3-1-1 - التوحد أولى غير عاديا   Autisme Primaire Anormale
هي امتداد للتوحد العادي، هذا النوع يتميز بعدم وجود فرق واضح عند الرضيع بين جسمه و جسم أمه كما تنعدم عنده الحدود الجسمية.
أم التوظيف العقلي فيتأسس حول إحساسات جد أولية و يتشكل بسبب حرمان و تدهور في العمليات التنفيذية المفيدة
3-1-2 - التوحد الثانوي و المقوقع Autisme secondaire :
هذا النوع يشبه توحدية"كانر" لكن يختلف عنه في كون الطفل له تقييم عالي لاختلاف الموجود بين" الأنا و لا" أنا"  Moiet« NON MOI »  عكس توحد كانر الذي ينعدم فيه التفريق و هنا يقيم الطفل حاجزا توحديا حقيقيا على شكل" قوقعة" تمنع المرور إلى" لا أنا المرعب Non MoiTerrifiant" فجسم الطفل هنا يظهر خامل غير حساس يتهرب من الاتصال الجسمي و تصنف الباحثة هذا النوع بالهشاشة Crustacé و ترجعها إلى الحساسية المفرطة للطفل باتجاه المتغيرات الحسية و إلى الاكتئاب عند الأم.
3-1- 3-التوحد الثانوي النكوص  :
يشمل هذا النوع فصام الطفولة فيعد نمو عادي نوعا ما تظهر سلوكات تعبر عن النكوص  Des «ManifestationsRégressives » مع انجذاب الطفل نحو الإحساسات الجسمية خلط بينه وبينه . MISE GOULD «Parent et professionnelle devant l’autisme élut » Centre technique national de la recherche sur l’handicape Paris  1997.p. 76
3-2- تقسيمM.MAKLER  :
اهتمت في دراستها على العلاقة التي تربط الأم بطفلها و مدى تطورها و ركزت على تطورها بطفلها و ركزت على التطور التدريجي نحو الانفراد Individuation  و الاستقلالية الذاتية للطفل و  اعتمدت على الدراسات السيكولوجية النمائية و توصلت إلى نوعين من الذهان:
أ‌-       تناذر التوحد :
الإصابة بهذا النوع من الذهان يعود لعملية النكوص و التثبيت في الأنطوانية مهما اختلف تصنيف أعراض و سمات الطفل المتوحد إلا أنه لا يمكن أن نستغني عن أهم عنصرين و هما: اللغة الملفوظة   و العلاقات الاجتماعية فلا يمكن لأي دراسة عن التوحد أن لاتذكر هذين الميزتين عن الطفل المتوحد
ب‌-  تناذر التعايش الذهني 
الخطر يعود إلى عملية النكوص و التثبيت إلى المرحلة التعايشية من النمو النفسي الممتد من الشهر الثالث إلى التاسع والتي يكون فيها التمثيل الذهني لدى الطفل لأمه الموجود إلا أنه مازال منصهرا في ذات الرضيع، و يصبح هذا الأخير قادرا على اتخاذ أمه كقصد لذة واستمتاع، إلى جانب كونهاالوسيط الممثل بين الرضيع والوسط الخارجي1   
3-3- تقسيم مارتي R.MARTI  :
3-3-1-التوحد الأولى Autisme Primaire:
 هو توحد تظهر أعراضه في بداية الحياة أي خلال الأيام الأولى بعد ولادة الطفل.
3-3-2 التوحد الثانوي Autisme Secondaire :
يظهر هذه النوع عند الطفل الذي أبدى في الأول تطورا عاديا حتى السنتين من عمره , ثم يصاب بأعراض التوحد كالعزلة و انعدام الاتصال و التأخر اللغوي .
3-4- تقسيم السيكاتري :
أ‌.                   توحد الطفولة Autisme Infantile :
اضطراب يظهر خلال النمو , تطور و نمو غير عادي قبل ثلاثة سنوات من عمر الطل مع اضطراب في تنظيم المجالات السيكوباتولوجية الآتية :
1-                التفاعل الاجتماعي المتبادل.
2-               الاتصال .
3-               السلوك.
يشمل هدا الاضطراب مظاهر أخرى غير خاصة مثل الخوف Phobie,اضطراب النوم و الأكل ,نوبات القلق , حركات عدوانية ذاتية .
1-                 يظم هذا النوع : الذهان الطفلي Syndrome Kenner ,و الاضطراب التوحد. MAHLER .M «  Psyshose infantile  » , edition paillon , paris 1997 , p.71.
ب- توحدAutisme Atypique :
هذا النوع يختلف عن التوحد الطفولي في سن الظهور و أعراضه و المصابين بهذا النوع عندهم تطور و نمو غير عادي بعد ثلاث سنوات و لا يبدون مظاهر مرضية كافية في الجوانب السيكوباتولوجية اللازم لتشخيص التوحد (تفاعل اجتماعي متبادل، تكرار ألي , اتصال السلوك المحصور و المقيد ) كما يظهر  هذا  النوع من التوحد أيضا عند  الأطفال الذين يعانون من تخلف عقلي عميق و اضطراب حاد في اكتساب اللغة . Renée. Martie «  Ecouter et comprendre les enfants autistique  » , EST , 17 Rue Viete , Paris p.23.
4- التقسيم الحديث للتوحد: تصنف الإصابة بالتوحد إلى عدة أنواع حسب ما جاء في دراسة أعتدها جمعية الأطباء الأمريكية النفسية.
4-1-اضطراب ريت RITTوهو اضطراب يتميز بتلف شديد في تطور اللغة و صعوبة التعبير في الحديث مع الغير , كما لا   ننسى عدم  القدرة على الانخراط الاجتماعي .
4-2-اضطراب أسبرجر   Asperger: هو نوع آخر  من إعاقة التوحد يصيب 1 إلى 25 طفل  و قد عرف على يد العالم النمساوي " هاتر أسبر جر '' و سمي باسمه ,حيث يظهر على شكل انحرافات و شذوذ في الأمور التالية :
أ‌.       خلل كيفي في التفاعل الاجتماعي مثل الفشل والنقص في التبادل الاجتماعي  مع الأقران .
مظاهر سلوكية نمطية مثل انهماك مستمر بالأدوات.
 ب-     خلل في التوظيف المهني علما بأنه لا يوجد جوهري في اللغة أو النمو المعرفي .
ج-عيوب لغوية من التشبيه و إيجار و نقد و بلاغة . (1)
4-3-اضطراب  طيف التوحد : وهو  من ضمن المعايير التشخيصية  المستخدمة للتميز بين الشذوذ العصبي و فيها الخلل النوعي  في التفاعل  الاجتماعي مثل الفشل في التنمية العلاقات مع الأقران حسب المستوى النمائي و خلل نوعي في التواصل مثل الافتقار للعب المتنوعة و العب التخيلي التلقائي أو اللعب التظاهري  الاجتماعي و يكون لدى الطفل مظاهر سلوكية نمطية مثل حركات جسدية ذات أسلوب نمطي , و ليده تأخر في اللعب الرمزي أو التخيلي .
4-4-اضطراب الطفولي الانحلالي:
و تتسم بالشذوذ  الوظيفي في مهارات التفاعل الاجتماعي مثل الفشل في التفاعل و العواطف ,    و تلف في مهارات  المكتسبة مثل اللعب علما بان  ليدهم لعب طبيعي خلال العامين الأولين  ولديهم شذوذ وظيفي في الأنماط السلوكية ,و تلف إكلينيكي في المهارات الحركية , أن تراع هده الأمورأثناءالعلاج                                                                                       4-5-الاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة :تتمثل هذه النوعية في توحد شاذ غير نمطي , تظهر على شكل اضطرابات شاملة  في  نمو التفاعل الاجتماعي  المتبادل و يظهر كذلك أثناء اللعب ويعتبر التوحد في الوقت الحاضر اضطراب أو متلازمة تظهر مظاهرها الأساسية قبل أن يصل عمر الطفل إلى 20 شهرا , حيث تتضمن الاضطرابات التالية :
1-               اضطراب في سرعة أو تتابع النمو ( مراحل النمو ) .
2-               اضطراب في الاستجابات الحسية للمثيرات
3-               اضطراب في الكلام و اللغة و السعة المعرفية.
4-               اضطراب في التعلق و الانتماء للناس و الأحداث و الموضوعات.
4- أعراض اضطراب طيف التوحد للتوحد أعراض مختلفة منها السلوكية و التي تكون عادية  نسبيا حتى سن عامين  و نصف و هو هنا يبدا الاضطراب يظهر و ما يؤكد هذا الأخير أعراض سنذكرها  فيما يلي
       4-1الأعراض السلوكية :
4-1-1-التواصل La communication :
1-            في السنوات الأولى من حياة الطفل التوحدي تكون المناغاة المنخفضة ة غير عادية عنده , حيث يتميز حديثة بالتكرار و العبارات البعيدة المعنى عن المقصود , كما يظهر عندهم الاستخدام العكسي للضمائر " أنا " و "أنت "  وكذا صعوبات في النطق و استخدام نوعية خاصة من الأصوات و الإيقاعات , حيث أثبتت الدراسات أن حوالي 50 بالمائة من الأطفال التوحديين لا يملكون كلاما قيما و مفهوم ..(1) مصطفى حسن عبد المعطي , " موسوعة علم النفس العصبي من الطفولة و المراهقة " ,دار القاهرة للنشر و التوزيع ,ص.ص.264, 267 .
         4-1-2-التفاعل الاجتماعي Interaction social :
يتميز النمو الاجتماعي للأطفال التوحد بنقص كبير أو غياب كلي, و أهم ما يلاحظ عند هؤلاء هو عدم استجابتهم لأي مثير مهما كان حيث يقضون وقتا طويلا منعزلين عن الآخرين .
إذا يظل  الطفل التوحدي ساكنا لا يطلب من احد الاهتمام به , و إذا يبتسم فإنما يبتسم للأشياء دون الناس .... (1) . ياسر فهد ,'' أفاق الرعاية و التأهيل '' . http-www.arabe.net.
4-1-3-عدم القدرة على اللعب :   
يظهر الطفل التوحدي نقص و عجز كبير في اللعب  العفوي و ألابتكاري حيث لا يملك القدرة على اللعب مع الآخرين و يتجنبهم قدر الإمكان ......(2) . 1- ياسر فهد ,'' أفاق الرعاية و التأهيل '' . http-www.arabe.net.
4-1-4- مقاومة التغير :
في بداية الطفولة لا يستقر الطفل التوحدي على أي نظام سواء في الأكل أو النوم أو ما شابه , و لكن عندما يتمكن من المشي  فانه يصدر على القيام ببعض الأشياء بنفسه .
حتى يحافظ على روتين معين و ذلك من جميع النواحي في نوعية الأطعمة التي يتناولها أو الألبسة أو الأماكن التي يزورها .(3) مصطفى حسن عبد المعطي " موسوعة علم النفس العصبي من الطفولة  إلى المراهقة " دار القاهرة للنشر و التوزيع ,2001, ص.ص. 264-267.
4-1-5- مخاوف خاصة :
تنمو لدى الأطفال  التوحديين مخاوف خاصة من بعض الأشياء غير المؤدبة كما قد لا يشعرون بالخوف من الأخطار الحقيقية . قد يتعرض التوحدي لنوبات البكاء و الصراخ دون سبب واضح , أي أن هناك تقلب مزاجي مرتفع لديه  إن أحاسيسهم تختلف عن الطفل العادي , فهم يظهرون عدم الإحساس بالألم و الفرح , حيث لا يشاركون الغير في أيه أحاسيس ..(4) . محمد رمضان القذافي , " سيكولوجية الإعاقة " ديوان الجامعة المفتوحة , 1993 , ص.ص 160-161 .
هـ _ عدم الثبات في العاطفة و المزاج :
يظهر أطفال التوحد تغيرات  مزاجية متنوعة كالضحك  و الصراخ بدون سب واضح دون التعبير عن الأفكار ,إذ قد  يظهر هذا الأخير بمظهر حزين دون أن يعي ذلك كما قد يبتسم و لكن الموقف لا يعبر عن السعادة و الفرح , فالطفل التوحدي عاجز عن التعبير و التفاعل في مواقف معنية .
   يمكن تلخيص الأعراض السلوكية للطفل التوحدي فيما يلي :
  • صعوبة التالف و التواصل مع الغير
  • التمسك و الإصرار على أفكار معينة و صعوبة التعبير .
  • الضحك و البكاء بصورة متكررة.
  • عدم الإحساس بمصادر الخطر .
  • الوحدة و العزلة عن الآخرين .
  • الإفراط في النشاط البدني أو الخمول .
  • اللعب المستمر بطريقة شاذة  و غير مألوفة .
1-             صعوبة التعبير عن الحاجات النفسية و استبدال  الرغبات بالإشارات و الإيماءات بدلا من التعبير اللغوي  (1) . ERIC SCHOPLER, BERNERDE, «  Echelle dévaluation de l’autisme  infantile  », C A R S-C, p.p. 19-20.
  • §     الأعراض العقلية :
2-             أوضحت الدراسات أن  حوالي 40 بالمائة من الأطفال  المصابين  بالتوحد الطفولة نسبة ذكائهم أدن من 50-55 أي يعانون من تخلف عقلي متوسط شديد أو عميق , 30 بالمائة نسبة ذكائهم  70 أو أكثر و هدا يبين الخطورة في الإصابة بالتوحد و يزداد يتناقص نسب الذكاء و حوالي خمسة من الأطفال التوحديين لديهم ذكاء غير لفظي , و مهارات البصرية  المكانية إضافة إلى مشكلات في مهارات الاستظهار من الذاكرة .. (2) ياسر فهد, " قضايا مشكلات التعريف و التشخيص و التدخل المبكر مع أطفال التوحد.
  الأعراض البدنية :                                                 
أ‌.       عدم استعمال اليدين : كثيرا من الأطفال التوحديين لديهم فشل في الجانبية , حيث  يعجز عن استعمال كلتا اليدين في سن معين ,عندما  تكون السيطرة الدماغية قد تمت لدي الأطفال التوحديين  مع حدوث عالي لامو غير عادية  كما في بصمات الجلد , كالأصابع و هدا يبين اضطرابات  في النمو العصبي  .
ب‌- كثرة استخدام الحواس :  يقوم الأطفال التوحديين باكتشاف العالم من خلال حاسة اللمس , الذوق , الشم , و يستمتعون بالألعاب التي تنطوي على التلامس  الجسدي .
ج. حركات الجسم غير عادية :  يصدر الطفل التوحدي حركات غريبة , كالدوران بكثرة دون الإصابة بدوار , كما نجدده يرفرف بذراعيه و يديه و يقفز من مكانه و يكشر بوجهه ,و يميل إلى المشي على الأطراف أصابعه.
د.  الافتقار إلى الرشاقة الحركية : يتميز البعض من هذه الفئة برشاقة الحركات في المشي ,التسلق , الاتزان و البعض الآخر يفتقرون إلى الرشاقة كما لا يستطيعون القيام بعدة حركات وذلك لأنهم يعانون من الأرق، و عدم القدرة على التركيز و الانتباه .
هـ . المرض البدني الداخلي المتكرر : يتعرض الطفل التوحدي إلى أمراض مثل الحمى ,  الربو ,  الحساسية , و نوبات ضيق التنفس  , و السعال  , كما يعانون من اضطرابات معوية و حالات الإمساك و الشلل في الحركة الأمعاء أكثر من حدوثها عند الأطفال المعاديين , و ما يزيد الأمر خطورة هو عدم  تجاوبهم مع الأمراض حيث لا يعبرون من ألامهم بأي طريقة (1) . محمد أحمد الخطاب " مقدمة في تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة " دار الفكرة للنشر و التوزيع , الطبعة الأولى  2007 ص 234
    الأعراض التواصلية :
ان المشكلات المتعلقة بالتواصل  من الدلائل الهامة التي يعاني منها التوحديين و من ابرز هذه  المشاكل ما يلي :
*- عدم تطور الكلام بشكل كلي و الاستعانة بالإشارة, وهذه الصفة هي الغالبة لدى أكثر من نصف الأفراد التوحديين .
*- تطور اللغة بشكل غير طبيعي و اقتصارها على بعض الكلمات النمطية مثل ترديد بعض العبارات أو أن يصدر عن الطفل كلاما غير معبر  و لا يخدم غرض التواصل , بالإضافة إلى صدى الصوت الذي يسمعه الطفل بأوقات و أماكن غير مناسبة , و توجد مثل هذه المشكلات لدى ربع الأطفال تقريبا .
*- صعوبة في فهم المشاعر :
يعاني الأطفال التوحديين من الصعوبات في فهم و تفسير تغيرات الآخرين المتمثلة في الإيماءات و نبرات الصوت و الحركات الجسمية  , و بالتالي فان لديهم عدم الاكتراث بمشاعر الآخرين كما أن لديهم صعوبات في  التعبير  عن مشاعرهم تعبيرات الوجه بما يتناسب مع المواقف الاجتماعية المختلفة .
*- عدم القدرة  على تكوين صدقات و الاحتفاظ بها :
1-  بسبب الانسحاب الاجتماعي فان الأطفال التوحديين لا يستطيعون تكوين صدقات حيث أنهم غير قادرين على فهم المثيرات الاجتماعية  التي تصدر من الآخرين و كيفية الاستجابة لها بالإضافة إلى عدم معرفتهم بالعادات و التقاليد الاجتماعية السائدة ...(1) . د.محمد أحمد الخطاب " مقدمة في تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة " دار الفكرة للنشر و التوزيع , الطبعة الأولى  2007 ص 234 .
 5 -خصائص و سمات أطفال التوحد :
الأفراد التوحديين مجموعة غير متجانسة من حيث الخصائص و الصفات , و ربما الاختلاف بين طفل و آخر أكثر من التشابه بينهما ,  و مع ذلك فأن  هناك عددا من الخصائص التي يشترك فيها جميع  الأفراد و هذه  الخصائص وهي  التي تساعد في تشخيص الإضراب وفيها يلي الخصائص العامة التي يظهرها الأفراد التوحديين :
5-1-الخصائص السلوكية :
يتميز الطفل التوحدي بسلوك ضيق المدى و روتين جامد  في الحياة اليومية , إذا يتناولون أطعمة محددة و ملابس معينة و حتى الألعاب  , و أي تغير في البيئة  التي يعيشها تعتبر مصدر إزعاج فقد يرتبك الطفل التوحدي من التقلبات الجوية و يعبر عن ذلك بنوبات عصبية .
1-   و كذا يمكن ملاحظة السلوك النمطي الذي يظهر عامة عند المعوقين لكن بشكل واضح عند هذه الفئة من خلال  بعض الحركات مثل الدوران حول الجسم , لف الأشياء بشكل دائري , الرفرفة باليدين و الاهتزاز , المشي  على الأصابع , وضع اليدين على العين , هدا السلوك بهدف إلى تفادي الاتصال إلى بصري وقد يعمل على خفض المستوى . (1) د. جمال الخطيب , منى الحديدي , جميل الصمادي , " مقدمة في تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة " دار الفكر و النشر و التوزيع , الطبعة الأولى , 2007 .ص.325
1-    5-2-الخصائص الانفعالية :  هناك مجموعة من ردود الفعل الانفعالية لدى الطفل المتوحد مثل نقص المخاوف من الأخطار الحقيقة و الشعور بالذعر من الأشياء غير الضارة أو المواقف معينة , كما يتميز الطفل المتوحد بعدم قدرته  على   فهم المشاعر الأفراد فقد يضحك لوقوع شخص أمامه و قد يتعرض لنوبات بكاء و صراخ دون سبب واضح  , أي أن هناك  تقلب مزاجي حيث تغيب عنده مظاهر الانفعال كالدهشة و الحزن و الفرح , حيث لا تعبر ابتسامة عن فرح كما لا يعبر بكاءه عن حزن . (2) زينب محمود شقير , " نداء من أبن معاق " , مكتبة النهضة المصرية . القاهرة , 2002 ,ص .49 .
5-3-الخصائص العقلية المعرفية :
يغلب على أطفال التوحد انتقائية الانتباه فيما يتعلق بإحداث البيئة التي يعشون فيها ,  كما أن حواس الطفل العادي , حيث قد يستجيب لخبراته الحسية بطريقة شاذة غريبة , كما  قد يبدي تجاهلا كاملا لشخص يعرفه جيدا من قبل.
1-  أما بالنسبة لعامل الذكاء , فقد أكدت الدراسات أن حوالي 40 بالمائة من التوحديين لديهم  نسبة ذكاء أقل  من ( 50 -55 أي تخلف عقلي متوسط , شديد عميق )  و 30 بالمائة نسبة ذكائهم 70 أو أكثر . و لهدا  أظهرت الدراسات الإكلينيكية و الوبائية أن الخطورة بالنسبة لاضطراب التوحيدية يزداد و يتناقص حسب نسبة الذكاء . 1 محمد أحمد الخطاب " سيكولوجية الطفل التوحدي " , دار الثقافة و النشر و التوزيع , 2009 , ص.ص.31-32
5-4-خصائص الحركية :
بالنسبة للخصائص الحركية يصل الطفل التوحدي  إلى  مستوى من النمو الحركي يكاد يماثل نمو الطفل العادي من نفس سنه  مع وجود بعض جوانب النمو الحركي تبدو غير عادية فهؤلاء الفئة لهم طريقة خاصة في الوقوف , حيث يقفون و رؤوسهم منحنية كما يتميزون بتكرار حركة واحدة مرات عدة , كما قد يصل هؤلاء في بعض الأحيان إلى إيذاء أنفسهم و غيرهم حيث يظهر على هؤلاء نوبات الغضب دون أي سبب ظاهر . يعاني الطفل التوحدي من مشكلة فرط النشاط , قطر الانتباه و انعدام القدرة الكاملة على التركيز و الأرق و مشكلات في التغذية(2)
5-5-خصائص الجسمية :  كثيرا ما يكون المظهر العام للطفل التوحدي مقبولا و إن لم يكن جذاب , أما من حيث الطول فقد يبدو قصيرا مقارنة بالأطفال العاديين و ذلك ما بين عمر سنتين حتى سبع سنوات .
أما من حيث الثبات في استخدام اليد اليمنى فقط أو ليسرى  كمعظم الأطفال , فإننا نجدهم يختلفون عن الطفل السليم  في ثبات في استخدام يد معينة بحث يترددون أو يتبادلون  استعمال  اليد  اليمنى  و اليسرى مما يدل على اضطراب وظيفي بين نصفي الكرة المخية الأيمن والأيسر , و كذلك نجد اختلافا من حيث خصائص الجلد و بصمات الأصابع , كما  تعرض أطفال التوحد في طفولتهم إلى أمراض مثل الحساسية , كالربو , ضيق التنفس و السعال حيث يختلف هؤلاء عن الأطفال العادين في تجاوبهم مع تلك الأمراض حيث لا يعبرون عن آلامهم بالكلام أو التعابير الوجهية أو حركة الجسم المتوجع .
5-6-الخصائص الاجتماعية: يعاني الطفل التوحدي من مشكلات في التفاعل الاجتماعي (استقبال المعلومات المعرفية والانفعالية و إيصالها للآخرين الوجه و الجسم و نغمة الكلام ) .
تعتبر مشكلات التفاعل الاجتماعي من أهل المؤشرات و الدلالات التي يتم من خلالها  تشخيص التوحد و فيها يلي المظاهر التي تدللا  على مشكلات تدل على ذلك :
-      عدم التواصل البصري .
-      مشكلات في اللعب
-      عدم القدرة على اللعب
-      مقاومة التغير
-      مخاوف خاصة
-      عدم القدرة على ثبات في العاطفة و المزاح
الخصائص البدنية :
أ‌.     حركة الجسم غير عادية :
يقوم الأطفال التوحديين باكتشاف العالم من خلال حاسة اللمس , الذوق , الشم  و يستمتعون بالألعاب  التي تنطوي على التلامس الجسدي .
ب - الافتقار إلى الرشاقة الحركية : يتميز البعض من هذه  الفئة  برشاقة الحركات في المشي ,التسلق , الاتزان و البعض الآخر يفتقرون إلى الرشاقة كما لا يستطيعون القيام بعدة حركات وذلك لأنهم يعانون من الأرق و عدم القدرة  على تركيز  و الانتباه .
ج. المرض  البدني الداخلي المتكرر يتعرض الطفل التوحدي إلى الأمراض مثل الحمى , الربو , الحساسية ,  نوبات ضيق التنفس و السعال , كما يعانون من اضطرابات معوية  و حالات الإمساك أو الشلل  في حركة الأمعاء  أكثر من حدوثها عند الأطفال العادين , و ما يزيد الأمر خطورة هو تجاوبهم مع الأمراض حيث لا يعبرون عن آلامهم بأي طريقة .. (1)
سهى أحمد أمين نصر , " الاتصال اللغوي لدى الطفل التوحد ي''  دار الفكر للنشر و التوزيع 2002 ص.ص18-19.
6- درجات التوحد :  بما أن الأطفال المصابين بالتوحد لا يظهرون الخصائص نفسها أو مشابهة حتى, فقط اتجه العلماء و الباحثين إلى تحديد درجات الاضطراب وقد تم كالتالي:
  6-1-الدرجة الأولى : المتلازمة  التوحدية  الكلاسيكية , يظهر أطفال هذه المجموعة أعراضا مبكرة و لكن لا تظهر عليهم إعاقات عصبية ملحوظة كما يقول الباحث " كولمان " فإن الأطفال في هذه المجموعة يبدؤون بالتحسن تدريجيا بين سن الخامسة و السابعة .
   6-2- الدرجة الثانية  : متلازمة الطفولة الفصامية بأعراض توحدية تشبه أطفال المجموعة الأولى و لكن ظهور الاضطرابات يتأجل قليلا .
   6-3- الدرجة الثالثة : المتلازمة التوحدية المعاقة عصبيا , يظهر عند هؤلاء الأطفال مرض دماغي عضوي يتضمن اضطرابات و متلازمات فيروسية  مثل : الحصبة الألمانية , متلازمة  الحرمات الحسي  صمم العمى .
أما " ستيفن " و " ماتسون " و آخرون فقد اقترحوا نظاما تصنيفيا متكون من أربعة مجموعات:
1-  6-3-1-المجموعة التوحدية البسيطة: يظهر أفراد هذه المجموعة مشكلات اجتماعية، وحاجة قوية للأشياء و الأحداث الروتينية , كما يعاني هؤلاء من تخلف عقلي بسيط و التزاما باللغة والوظيفية .. (1) . محمد أحمد الخطاب , " سيكولوجية الطفل التوحدي '' , دار الثقافة للنشر و التوزيع , 2009 .ص.ص.50.52 .
6-3-2- المجموعة التوحدية المتوسطة :يمتاز أفراد هذه المجموعة بالخصائص التالية : استجابات اجتماعية محدودة , أنماط شديدة من السلوكيات النمطية  مثل : التأرجح و التلويح باليد , كما أن لغتهم  وظيفة محددة و ذلك لأنه اضطراب مصحوب بالتخلف عقلي .
6-3-3- المجموعة التوحدية الشديدة :هذه المجموعة معزولون اجتماعيا,  ولا توجد لديهم مهارات تواصلية وظيفية, وتخلف عقلي على أفراد مستوى ملحوظ .
التوحد 7– تشخيص التوحد :
1-  يعتبر أطفال التوحد مشكلة شديدة التعقيد و ذلك لصعوبة تميزهم عن غيرهم من الأطفال المعوقين أو المختلفين عقليا و السبب راجع إلى تداخل الأعراض , و كذا غياب الفريق الإكلينيكي المناسب لتشخيص هذه الفئة , و غير هذا فلا يوجد حتى الآن من الاختبارات و المقاييس السيكولوجية المقننة ما يمكن استخدمه للكشف  عن إعاقة التوحد , حتى اختبارات الذكاء التي من الصعب أن تطبق عليهم بسب القصور اللغوي و عجز الاتصال و التواصل ..1 عثمان لبيب فراج , " الإعاقات الذهنية في مرحلة الطفولة " المجلس العربي للطفولة  2002 ’ص.ص.68-69 .
و من هنا  يجب أن نطلع على أهم و انسب الطرق لتشخيص الاضطراب و هذا بالرجوع إلى أهم الوسائل التي نركز عليها و هي كالتالي : 2
1- تشخيص الاضطراب طبقا للجمعية الأمريكية  للأمراض العقلية
2- التشخيص من خلال مقياس تقدير السلوك .
3- أهم الوسائل التي نركز  عليها عند التقييم .
4- فريق عمل الإكلينيكي و دور كل منهم في التشخيص
5- التشخيص الفارق.
7-1- تشخيص اضطراب التوحد طبقا لتشخيص الجمعية الأمريكية و المنظمة العالمية للصحة :
2-  أولا:  ظهور ستة أعراض على الأقل أو أكثر  من المجموعة الأولى و الثانية شرط أن يكون فيها اثنين  من أعراض المجموعة الأولى بالإضافة إلى عرض واحد على الأقل من كل المجموعتين الثانية و الثالثة . عزة محمد سليمان السيد , " مدى فعالية برنامج تدريبي في تنمية المهارات اللغوية لدى عينة من الأطفال المعاقين عقليا من فئة القابلين للتعلم " . رسالة ماجيستير غير منشورة  .
المجموعة الأولى
1- صور  كيفي في قدرات التفاعلية الاجتماعية بواسطة أثنين من الأعراض  التالية :
أ‌.     قصور واضح في استخدام صور متعددة من التواصل غير اللفظي مثل تلاقي العيون أو التعابير الوجهية أو حركات و أوضاع الجسم في المواقف الاجتماعية و الاتصال مع الآخرين .
ب‌.                       الفشل في تكوين علاقات مع الأقران تتناسب مع العمر أو مرحلة النمو
ت‌.                       قصور في القدرة على المشاركة مع الآخرين في الأنشطة الترفيهية أو الهوايات أو انجاز أعمال مشتركة بينهم .
ث‌.                       غياب المشاركة الوجدانية أو الانفعالية أو التعبير عن المشاعر.
 المجموعة الثانية :
 2- قصور كيفي في القدرة على الاتصال كما يكشفها واحد على الأقل من الأعراض التالية:
أ‌-    تأخر أو غياب تام في نمو القدرة على التواصل بالكلام ( التخاطب ) وحده ( بدون مسانده أي نوع من أنواع التواصل غير اللفظي للتعويض عن قصور اللغة )
ب‌-                      بالنسبة للأطفال القادرين على التخاطب وجود قصور على المبادرة بالحديث مع الشخص الآخر ة على مواصلة هدا الحديث
ت‌-                      التكرار و النمطية في استخدام اللغة.
ث‌-                      غياب القدرة على المشاركة في اللعب الإيهامي أو التقليد الاجتماعي الذي يتناسب مع العمر و مرحلة النمو
المجموعة الثالثة :
3-1 – اقتصار أنشطة الطفل على عدد محدود من السلوكيات النمطية كما تكشف عنها الأعراض واحدة على الأقل من الأعراض التالية:
استغراق أو اندماج كلي في واحد أو أكثر من الأنشطة ة الاهتمامات النمطية الشاذة من حيث  طبيعتها آو شدتها . 1- عزة محمد سليمان السيد , " مدى فعالية برنامج تدريبي في تنمية المهارات اللغوية لدى عينة من الأطفال المعاقين عقليا من فئة القابلين للتعلم " . رسالة ماجيستير غير منشورة  .
أ‌-    جمود و عدم المرونة في الالتزام و الالتصاق بسلوكيات و أنشطة روتينية أو الطقوس لا جدوى منها.
ب‌-                      حركات نمطية تمارس بتكرار غير هادفة مثل : طقطقة  الأصابع أو ثني الجدع إلى الأمام و الخلف أو حركة الأذرع أو الأيدي أو قفز الأقدام ...ألخ
ت‌-                      انشغال طويل المدى بإجراء أو أدوات أو أجسام مع استمرار اللعب بها لمدة طويلة.
3-2- تأخر أو شذوذ وظيفي يكون قد بدأ في الظهور قبل السنة الثالثة من عمر الطفل في واحدممايلي
أ‌-    استخدام اللغة في التواصل أو الاتصال
ب -اللعب الرمزي أو الإيهامي التخيلي ( لعب دور الكبار )
1-  ج - التفاعل الاجتماعي 1 عبد الفتاح غزال , ' دراسة اكلينكية لمدى فعالية برنامج المرافقة لإنماء  العلاقات  الاجتماعية لدى بعض أطفال التوحد , '' دار  وائل للنشر و التوزيع ,ص.ص.25-27
7-2- تشخيص التوحد من خلال مقياس تقدير السلوك :
قامت ماري " MARRY " آخرون بملاحظة سلوك مجموعة من أطفال التوحديين عن طريق 24 فليم , التقط لهؤلاء بين أسرهم , ثم قاموا بتحديد سلوك الطفل المتوحد على بطاقات أعدت لذلك ,وقد وجد الباحثون 33 عبارة تجمعت في شكل 4 عوامل وهي مشكلات انفعالية , مشكلات سمعية بصرية  و مشكلات النشاط الحركي المفرط للطفل المتوحد ثم أعده في الصورة العربية و أوضع أن الأسلوب المناسب  في تشخيص  الطفل المتوحد هو ملاحظة  الجوانب المختلفة  لسلوكه ووضعه في صورة مقننة و بالتالي  قام بإعداد الصورة الأولية  للقياس و ثم تقنينه على مجموعة من أطفال التوحد .
7-3-أهم الوسائل التي نركز عليها عند التقييم :
دائما  يلجأ الأخصائيون الإكلينيكيون إلى العديد من الطرق لتجميع البيانات المختلفة عن الطفل و ذلك من اجل وضع تشخيص محدد لحالة الطفل  الذي  أمامهم , فهم دائما يرجعون إلى مجموعة من الطرق التي سوف نذكرها .
1- تاريخ الحالة :
أن احد  المكونات الرئيسية للقيام بتشخيص الطفل التوحدي هي الحصول  على  تاريخ  تطور الطفل  حتى الوقت الحالي و يشمل التاريخ  التطوري  للحالة , وضع الطفل , نموه , المتغيرات التي طرأت عليه  في الفترات مع توضيح مراحل نموه المختلفة إلى  الوقت الحالي , و هل تناولت عقاقير  معينة  في الفترة السابقة أو حدثت له أي حوادث أوأصيب بأي مرض  و في أي سن .. ألخ . وهذا يكشف تاريخ ظهور الحالة و الأسباب.
7-3-1التاريخ الوراثي للحالة :
إن الحصول  على التاريخ التطوري  للحالة  يشمل  أيضا صورة  لشجرة العائلة أي التاريخ الوراثي بين أعضاء أسرة الزوج و الزوجة و هل هناك أحد أفراد لديه اضطراب أو خلل .
حيث أكدت الأبحاث أن حوالي  30 بالمائة إلى 50 بالمائة  من حالات التوحد قد يكون  لها أصول وراثية  و أضحت بعض الدراسات انه قد  تكون أسرة الطفل المتوحد لديها مشاكل  في التفاعل الاجتماعي  مع المحيطين بمعنى أن هذه الأسرة المحيطة  و عليها ضغوط كثيرة فكل  ذلك  له تأثير على الطفل .
ا - تاريخ الحمل :
1-  نحتاج دائما لمعرفة المزيد عن فترة مل الأم , حيث قد يحدث للأم بعض مخاطر أثناء هذه  الفترة  تكون لها صلة بوجود طفل متوحد , حيث يمكن ان تتعرض الأم إلى مجموعة  من المخطر أثناء الحمل مثل تعرضها لأمراض معدية ,  أو تناولها لبعض الأدوية بجرعة كبيرة  أو اضطراب في الكروموزومات .  كل هذه الأشياء تعتبر من مخاطر التي قد ترتبط بوجود طفل متوحد و يجب أن تسرد الأم للطبيب كل ما يحدث في فترة حملها ليس فقط المخاطر السابقة لكن أيضا يجب توضيح الحالة النفسية التي تتسبب في وجود طفل توحدي (1) سهى أحمد أمين نصر , ' الاتصال  اللغوي لدى الطفل المتوحد " . دار الفكر و النشر و التوزيع , 2008 ,ص.ص30-22
التقييم السلوكي :
1-  إن التقييم السلوكي جزء هام من تقيم الطفل التوحدي حيث يعتمد هذا على  ملاحظة رد فعل الطفل على وجود أمه في قاعة العلاج , هل يقترب منها , و ماهي فترة بقاء الاتصال , هل يتصل جسديا بها , هل يجلس بجانبها أم على رجلها , ثم يلاحظ المعالج الطفل بمفرده  ووسط عائلته , أي ملاحظته في مختلف المواقف الأماكن لجمع أكبر  قدر من المعلومات السلوكية التي يقوم بها 1 سهى أحمد أمين نصر , ' الاتصال  اللغوي لدى الطفل التوحدي " . دار الفكر و النشر و التوزيع , 2008 ,ص. 22-30
الفريق الإكلينيكي  و دوره في تشخيص الطفل التوحدي:
أكدت الأبحاث الحديثة أنه لابد من وجود فريق عمل متكامل لتشخيص حالة الطفل التوحدي أي لا ينجح طرف واحد فقط و يحتوي الفريق على ما يلي:
الأخصائي النفسي : يكون الطبيب النفسي هو المعالج الأساسي و الرئيسي في التشخيص  لأنه هو الذي  يقوم بالاتصال بباقي فريق العمل , و ذلك لجمع المعلومات و مقابلة الوالدين لمناقشة  الوضع الراهن لحالة طفلهم و هو من يقوم بملاحظة الطفل في كل الأحوال و هو  من يقيم  ذكائه و كذا بطبق عليه الكثير  من الاختبارات التي  تأتي بنتائج  تفيد تشخيص  الاضطراب .
الأخصائي الأرطوفوني : و هو من يقوم بتقييم عمر الطفل اللغوي , قدراته العشوائية  و فهم و استخدام  الإشارات و الإيماءات كما  يقيم أيضا  قدراته على انتباه و الاتصال , محللا حركاته و أفعاله العشوائية .
أطباء السمع : يتم استشارة أطباء السمع قبل الأخصائي النفس و الأرطوفوني و ذلك لأن الطفل التوحدي يظهر و كأنه لا يسمع و لا يتكلم ساعة الحديث إليه للكن يستجيب لإعلانات التلفزيون  أو لصوت الراديو , و هذا يدفع الآباء للحيرة , فيعرضونه على أخصائي السمع لتقيم حدة السمع وهنا يواجه  الأخصائي  مشاكل و صعوبات لأن الطفل  لا يستجيب , ولهذا وضع أسلوب جديد وهو اختبار وظيفة العقل  مباشرة من خلال استجابة  العقل سمعيا ،  وهذا  الاختبار يقيس وظيفة العصب السمعي عند الطفل .
طبيب  الأعصاب و طبيب الوراثة :
يتحمل طبيب الوراثة  مسؤولية الدراسات الذهنية و هو الذي يختبر النشاط الكهربائي بالذهن ,  و الذي يختبر هياكل المخ و أيضا يتحمل تفسير الدراسات الكروموزومية و البحث عن الأخطاء الميلادية لعامل الايض , و التي قد تكون سبب وجود أعراض عديدة عند الطفل التوحدي , و أيضا يلجأ الآباء إلى طبيب الأعصاب لفحص الطفل جسديا أي فحص أحاسيسه و ردود أفعاله  الانعكاسية و مشيته  و ما إلى  ذلك من الأمور المتصلة بالأعصاب .
8- التشخيص الفارقي:
 8- 1- بين إعاقة التوحد و التخلف الذهني :
قد تتشابه بعض الأعراض التخلف  العقلي مع بعض أعراض إعاقة التوحد حيث أن كلاهما يتميز بقصور معين في السلوك التكيفي ’ غير أن التوحد ينفرد عن التخلف في :
 الأطفال المعاقين عقليا يكونون   متعلقين بالآخرين لديهم إلى حد ما نوع من الوعي الإجتماعي في حين يختفي سلوك التعلق تماما لدى الأطفال التوحديين .
الأطفال التوحديين لديهم القدرة على أداء المهام غير اللفظية و خاصة ما يتعلق منها بالإدراك الحركي و البصري في حين لا يتمتع الأطفال المعاقين عقليا بهذه القدرات.
يتباين الأطفال التوحديين من حيث النمو اللغوي و القدرة على التواصل و ذلك من حيث مقدار و استخدم اللغة.  ماجد السيد علي عمرة , '' إعاقة التوحد بين التشخيص و التشخصي الفارقي " , الناشر مكتبة زهراء الشرق , مصر , الطبعة الأولى , 2005 ,ص.ص.63-68
ا.الأطفال التوحديين يعانون من عيوب جسيمة بالنسبة أقل بكثير منه عند الأطفال  المختلين عقليا .
ب.الأطفال التوحديين قد يبدون بعض المهارات الخاصة مثل : التذكر , عزف الموسيقى . وهذا ما لا نجده عند الطفل المختلف عقليا.
ت. السلوكيات النمطية الشائعة لدى الطفل المتوحد في حين نجد سلوك مختلف ذهنيا.
8-2- بين إعاقة التوحد و فصام الطفولة :
أ‌.        الفصام غالبا يظهر بين عمر 15 إلى 30 بينها التوحد يظهر قبل عمر 2 إلى 3 سنوات .
ب‌.         الفصام يصيب الإناث و الذكور على حد السواء بينها التوحد يصيب الذكور أكثر من الإناث بنسبة 1 إلى 4
1-  في الفصام  تظهر أعراض الهلوسة و التهيؤ بينما لا تظهر في حالات التوحد 1 ماجد السيد علي عمرة , '' إعاقة التوحد بين التشخيص و التشخصي الفارقي " , الناشر مكتبة زهراء الشرق , مصر , الطبعة الأولى , 2005 ,ص.ص.63-68                    
ث‌.                       مريض الفصام لا يعاني من قصور لغوي أو غياب القدرة على تعبير  عن نفسه  و الاتصال و التخاطب مع الآخرين بينما تعاني أغلبية الأفراد التوحديين من قصور اللغوي و من استخدام اللغة و التخاطب .
ج‌. بينما يكثر مريض الفصام بالتعبير عن نفسه و إظهار عواطفه و انفعالاته فان  الطفل المتوحد جامد الحس لا يعبر ولا يفهم الانفعال و العواطف  و لا يتبادلها .
ح‌. الأطفال  المتوحدين يتجنبون  التقاء العيون بينما من النادر أن يتحصل هذا في حالات الفصام .
8-3- اضطراب  التوحد و متلازمة ريت:
إن المقارنة بين هذين الاضطرابيين تعتمد أساسا على تحليل السلوك الحركي حيث أن التوحد يمثل ارتدادا لفظيا و ليس ارتدادا في المهارات الحركية, و بخاصة المهارات الحركية .
و على ذلك يمكن التميز بين إعاقة التوحد و اضطراب ريت فعلى الرغم  من تشابه بعض الأعراض بين الإعاقتين إلا أن هناك  محاكاة تشخيصية  تساعد على التشخيص الفارقي بينهما , فاضطراب ريت يظهر  غالبا عند الفتيات فقط و لكن التوحد يصيب الأولاد و البنات , كما أن حركات اليدين غير الهادفة و حركات غسل اليدين المميزة الاضطراب ريت لا تظهر في إعاقة التوحد كما  ان ارتدادا في جميع المهارات و خاصة الحركية منها و التي تميز اضطراب ريت أيضا لا تطهر في إعاقة التوحد الارٍتداد في هذه الأخيرة لفظيا فقط .
   8-4- بين اضطراب التوحد و اضطراب اسبرجر :
يلاحظ أن هناك تشابه كبير في أعراض اسبر جير مع أعراض  إعاقة التوحد حيث أن هناك تداخل شديد بينهما , لكن رغم هذا التشابه في الأعراض إلا أن هناك بعض الأعراض الفارقة التي تساعد على التميز بين الإعاقتين ,فاضطراب اسبر جر  يبدأ في الظهور خلال مرحلة المدرسة أما  إعاقة التوحد فتبدأ الظهور خلال مرحلة المدرسة أما  إعاقة التوحد فتبدأ في الظهور في مرحلة الطفولة المبكرة , كما أن الطفل المصاب باضطراب أسبر جر كثير الكلام و ينتقل في الحديث من موضوع لأخر صحيح أنه قد يتحدث في موضوعات ليس لها أهمية و هي مضطربة بصفة  خاصة  ألا  أنه يتكلم و لديه حماس لذلك بينما الطفل المتوحد يتسم بعدم الرغبة في الكلام و الاضطراب اللغوي الشديد و إذ تكلم فمعظم كلام يكون مجرد تكرار لما يقوله الآخرون .. 1
RNADETTE –Rogé «  Le syndrome d’esperger et l’autisme de haut niveau » , Editon Dunod ? paris 2003 p 14 .   
9- أساليب تعليم  الاطفال التوحيدين :
إن أساليب التعليم هو مفهوم يحاول وصف الطرق التي يحصل بها الناس على معلومات عن البيئة المحيطة بهم ,فالناس يمكن أن يتعلموا عن طريق النظر  و السمع  أو عن طريق لمس أو توقع شيء سريعا فمثلا النظر  إلى كتاب مصور أو قراءة كتاب مصور أو قراءة نصوص يتطلب التعلم عن  طريق السمع , والضغط على الأزرار لمعرفة كيفية تشغيل الفيديو يتطلب  كذلك التعلم .
بصفة عامة يتعلم معظم الناس مستخدمين اثنين و ثلاث من طرق التعليم , و من المهم أن الناس يمكنهم يقيم مصالحهم الخاصة و طرق حياتهم و بالتحديد الطرق التي يحصلون بها الكثير من المعلومات  عن  بيئتهم و يشير الدكتور " ستيفن " إلى أنه عندما يقرأ كتابا يمكنه بسهولة أن يفهم النص , وفي المقابل يصعب  عليه الاستماع إلى تسجيل شريط صوتي لذلك الكتاب أذا لا يمكنه متابعة سير القصة , و هذا فهو أكثر تعلما عن طريق النظر , و قد يمكن أن يكون ضعيف في التعلم عن طريق السمع , و في ما يتعلم في التعلم السريع فهو جيد جدا في أحد الأشياء جانبا لتعلم كيفية عملها مثل المكنسة الكهربائية أو الكمبيوتر .
أما الذين يتعلمون عن طريق المشاهد فقد يميلون إلى المهن التي يستعملون فيها المعالجة المعلومان المرئية مثل معالجة المعلومات أو الفن أو المعمار أو تصنيف القطع المصنعة وكذلك فإن الذين يتعلمون قد يميلون إلى المهن التي تتطلب التعامل مع المعلومات المسموعة مثلا البائعين و القضاة و الموسيقيين و المنشغلين.
و يبدو أن الاطفال التوحديين يميلون أكثر للاعتماد على أسلوب واحد للتعلم و بملاحظة الشخص قد يستطيع المرء تحديد أسلوب تعلمه فمثلا إذا كان الطفل التوحدي يستمع بالنظر إلى الكتب (صور الكتب مثلا). و مشاهدة التلفزيون ( صوت أو بدون صوت ) و يميل إلى إمعان النظر في النار و الأشياء فإنه قد يكون متعلما بالمشاهدة فإذا كان الطفل المتوحد يتكلم، صور زائدة و يستمتع بكلام الناس معه و يفضل الاستماع إلى الراديو أو الموسيقى فقد يكون متعلما  بالسماع، أما إذا كان الطفل متوحد يأخذ الأشياء و يفرزها جانبا باستمرار و يفتح و يغلق الأدراج و يضغط على الأزرار فقد يتضح من طلك أنه نشط أو يتعلم بالممارسة اليدوية.
و بمجرد تحديد طريقة تعلم الطفل فإن الاعتماد بعد ذلك على هذه الوسيلة للتعلم يمكن أن يزيد من إمكانية تعلمه بشكل كبير جدا و إذا كان الشخص غير متأكد من اي طريقة من الطرق يتعلم بها الطفل أو يعمل بمجموعة طرق تعليم مختلفة فإن أفضل طرق التعليم يمكن أن تكون بإستعمال الأساليب ( الطرق ) الثلاثة معا.
فبعد التدريس معنى كلمة ( عصير ) مثلا يمكن أن يعرض عبوة و قارورة ( تعليم بصري )، ويصف خصائصه مثل لونه ، تركيبته و إستعمال ( تعليم معي )، و بعد ذلك يدع الشخص يلمسه و يتذوقه ( تعليم حركي )
إن إحدى المشكلات الشائعة لدى الأطفال التوحديين هي الركض داخل حجرة الدراسة أو الجلوس في ركن معين منها و لا ينصت للمعلم، فهذا الطفل قد لايتعلم بالسماع و لهذا فإنه لا يصغي لكلام المعلم فإن كان الطفل حركي، التعليم إذا عند هذا الطفل يكون بوضع المعلم يده على كتفيه ويوجهه غلى كرسي ا, يريه أو يلمسه صورة كرسي و يشير له بالجلوس.
 إن الطفل التوحدي يعاني من مجموعة مختلفة من الاضطرابات و التي تختلف بإختلاف الحالات و لأن الحالات مختلفة فإن طرق العلاج هي الأخرى مختلفة، و سأذكر فيما يلي أهم الطرق التي استعملت في علاج هذا الاضطراب.    RNADETTE –Rogé «  Le syndrome d’esperger et l’autisme de haut niveau » , Editon Dunod ? paris 2003 p 14 .   
10- طرق علاج أطفال التوحد
   10-1- العلاج الطبيالهدف الأساسي من العلاج الطبي لأطفال التوحدين هو ضمان الحد الأدنى من الصحة الجسمية و النفسية، و برامج الرعاية الصحية الجيد يجب أن يحتوي على زيارات دورية منتظرة للطبيب لمتابعة النمو، النظر، السمع، ضغط الدم، التعليمات الأساسية والطارئة، زيارات منتظمة لطبيب الأسنان، الاهتمام بالتغذية و النظافة العامة كما أن العلاج الطبي الجيد يبدأ بتقييم الحالة العامة للطفل لاكتشاف وجود أي مشاكل طبية أخرى مصاحبة كالتشنج مثلا.
أما عن العلاج بالأدوية فليس هناك دواء معين لعلاج التوحد، و لكن بعض الأدوية قد تساعد المريض إلا أن هذه الأدوية تحتاج إلى متابعة خاصة من حيث معرفة مستوى الدواء في الدم، معرفة فعالية الطفل على الطفل نفسه، مقدار الجرعة المناسبة، و نتائج العلاج يجب أن تتابع للغذاء من خلال استرجاع ما حدث للطفل و نلاحظ الوالدين و المدرسين، كل ذلك يختلف للطفل من طفل لآخر مما يجعل استخدام الأدوية قرار فردين كما يجب استخدام الأدوية مع الطرق العلاجية الأخرى، و قد تنفع الأدوية في حالات معينة مثل اضطراب نقص التركيز اضطراب الاستحواذ القهري، و لكن ليس في حالة التوحد، و هناك أدوية ثم تجربتها و لم تثبت فعاليتها ومنها :
 10-2- العقاقير المهدئة ;هناك بعض العقاقير المهدئة مثل : هلوبريودول كلوبرومزينHaloprédolThioridazineChlorpronazine. والتي تستخدم في للمساعدة في تعديل بعض أنماط والسلوك  والمشاكل النفسية المصاحبة (الأرق، العدوانية، فرط النشاط السلوك الاستحواذي) و عادة ما تستخدم لمدة قصيرة لوجود أضرار جانبية، و هي ليست لعلاج التوحد.
وهناك الكثير و الوسائل و الطرق التي ظهرت فعاليتها في التخفيف من إعاقة التوحد و منها :
1-   المعالجة البيلوجية عن طريق استخدام فيتامينات التي تحتوي على نسبة عالية من االفيتامينات التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين B6 و الماغنيزيوم
2-    استخدام نمو غذائي من الكازيين و الغلوتين
3-   تعديل السلوك
4-   علاج التخاطب
او هناك وسيلة جديدة ظهرت وهي :
العلاج باستخدام هرمون الكسترين و هرمون في الجهاز العصبي ينظم وظائف في المعدة ويستخدم الكستيرين لفحص البنكرياس و لتشخيص بعض أمراض الجهاز الهضمي و خاصة المرارة و يستخدم الكستيرين لفحص البنكرياس و لتشخيص بعض أمراض الجهاز العصبي وخاصة المرارة، و لقد ساعد هرمون السكوراتين في تخفيف كثير من أعراض التوحد عند 70 % من الأطفال الذين عالجوا بالسكرتين و لايزال العلاج في مجال التجريب( 1) العبادي راند خليل،" التوحد" مكتبة مجتمع العربي للنشر و التوزيع، الأردن الطبعة الأولى 2006، ص 126.  
يرتكز العلاج الطبي الذي يقدمه للأطفال التوحد على التكامل الحسي، حيث يقوم المعالج الوظيفي بتحفيز جلد الطفل المتوحد و جهاز التوازن لديه، و هذا التحفيز يشمل عدة نشاطات كالتأرجح، والحركة المغزلية و الدورانية داخل كراسي مجهزة لهذا الغرض، و تنشيط أجزاء معينة من الجسم و إشراك الأطفال بنشطات تشمل الحركة و التوازن لدى الأطفال.
أكدت الدراسات على فعالية طريقة التفاعل الحسي في العلاج مع الأطفال التوحد بالإضافة إلى أنشطة معينة تزيد من التركيز و حل المشاكل ثم أن المعالج مع أطفال التوحد بالإضافة إلى أنشطة معينة تزيد من التركيز و حل المشاكل، كما أن المعالج الوظيفي يعمل على إدماج الطفل في العاب تأخذ مساحات أرضية واسعة كالتسلق و لجري.
   10-3- العلاج الحسي الحركي :و هو من أقدم طرق العلاج و أكثر شعبية و المستخدم في علاج أطفال يعانون من تأثر في مراحل التطور العمري شاملا أطفال التوحد حيث أنه يعاني من صعوبة في تحويل المدخلات و المستشيرات العصبية و ترجمها إلى أعمال مفيدة في هذا المجال قد يتم تحفيز الأطفال في شكل عالي أو تقليل تحفيزها لمثيرات ظن المعدن الطبيعي، و حسب النظريات لا يستطيع الأطفال المتوحدين الاستجابة لمثيرات البيئة الطبيعية، لذلك يحاولون معادلة هذه المثيرات داخل أجسامها بقيامهم بهذه الحركات و الطقوس.
1-      10-4-العلاج النفسي :منذ اكتشاف ظاهرة التوحد عند الأطفال كان التحليل النفسي من أول الطرق العلاجية المستخدمة و ما زالت أكثر الطرق استخداما في أوروبا، و قد اكتشفوا أن بعض الأمهات و الآباء يتعاملون ببرود مع أبناءهم مما يولد رد فعل عكسي عند الأطفال نتيجة هذه المعاملة ويبدؤون بالانسحاب من العالم الذي نعيش فيه إلى عالم التوحد في هذه الحالة يحاول المعالج الوظيفي وضع الإقبال على العالم الذي نعيش فيه وإبعاده عن الطقوس التي تقوم بها و عن سلوكه العدواني أحيانافطيمة زينات،"محاضرات غير منشورة في وحدة الإعاقة الذهنية"، السنة الرابعة، السنة الدراسية 2009-2010      
  10-5- العلاج باللعب :هذه الطريقة من العلاج تساعد الطفل على الإحساس بوجود شخصيتهم كانسان في هذ العالم يشارك فيه و يستمتع بالتعامل مع من حوله، كما أن اللعب يساعد الطفل على التعبير عن رايه في الأشياء و الإحساس بالفرح أو الحزن عن طريق اللعب بالألعاب و العلاج عن طريق اللعب يساعد على تنمية قدرة الطفل على التخيل و تعلم الأشياء .
نظرا لأهمية اللعب في حياة الطفل التوحد فلقد ارتكزت أكثر الاختبارات لتشخيص و هو على عدة ألعاب يمكن للوالدين لعبهما مع الطفل و منها « Chech List for Autisme in Toddlers » (CHAT) ويثبت الألعاب في هذا الاختبار على أن الطفل المصاب بالتوحد يفشل في تطوير مهارتين في اللعب عكس الطفل السوي، المهارة الأولى في اللعب التمثيلي و الثانية هي أنه لا يؤشر حتى يجذب انتباه من حوله و يقول كبير الباحثين ممن وضعوا هذا الاختبار أن الطفل الطبيعي من العمر 9 إلى 14 شهر يمكنه متابعة نظرات البالغ إلى لعبة أو شيء قريب من الطفل في نف الغرفة كما يمكنه التأشير إلى لعبة أو شيء غريب لجذب انتباه البالغ إليه، م هي خطوة مهمة في التطوير الاجتماعي بينما لا يقوم الطفل المتوحد باللعب التخيلي أو التمثيلي، كأن يصب الشاي في الكوب و يطعم اللعبة و من إحدى الألعاب في هذه الإختبارات لمعرفة قدرة الطفل على اللعب التخيلي هو أن يقدم الوالدين للطفل أكواب شاي أو إبريق شاي ( لعبة) و يسأله أحد الوالدين : هل تشرب الشاي؟
 الطفل الطبيعي في هذا العمر عادة يمثل على أنه يصب لنفسه كوبا من الشاي وقد يظهر أحيانا بعض الأصوات التي تمثل الشاي وهو يصب، ثم يقرب الكوب من فمه وكأنه  يشرب أو يقربه للعبة لتشرب لكن الطفل المتوحد لن يقوم بذلك.
و الطفل الطبيعي في هذا العمر عادة يمثل على أنه يصب لنفسه كوبا من الشاي و قد يظهر أحيانا بعض الأصوات التي تمثل الشاي و هو يصب، ثم يقرب الكوب من فمه و كانه يشرب أو يقربه للعبة لتشرب لكن الطفل المتوحد لن يقوم بذلك.
  10-6- العلاج بالموسيقى :يختلف الكثير في أهمية إدراج الموسيقى أو الإيقاع ضمن المواد ضمن المواد التعليمية و تدريب الأطفال الذين يعانون من التوحد و من بين الأساليب التي تدخل ضمن العلاج بالموسيقى.
10-6-1-جهاز الأشعة الصوتية الموسيقية:  أول من استعمله هو الدكتور "فيليب اليس" من جامعة وارك في انجلترا و هو جهاز يعمل على الأشعة يصدر أصوات موسيقية عند كل حركة يقوم بها الطفل فالنظرية تقول أن الطفل تجذبه الأصوات الصادرة عن الجهاز و تشجعه على التواصل هذا مع إمكانية أن يربط الطفل حركته مع الصوت الذي يصدره الجهاز و يتعلم بعد ذلك أن كل فعل له رد فعل و يبدأ بعدها بالتواصل مع المعلم والاستجابة للتوجيهات و التي يكمن تطويرها لاحقا حسب برنامج الموضوع (1)  1- فطيمة زينات،" محاضرات غير منشورة في وحدة الإعاقة الذهنية"، جامعة الجزائر، قسم علم النفس و علوم التربية و الأرطوفونية، السنة04، السنة الدراسية 2009-2010
10-6-2-استعمال ميكروفون و مكبرات الصوت في حصص الغناء:ذلك يدفع الطفل ويشجعه على لفظ الأحرف و الكلمات الخاصة إذا استطعنا الحصول على جهاز تغيير الأصوات و الصدى
      10-7- العلاج بالرسم :إن الطفل يحتاج إلى الرسم و التلوين لتنمية قدراته الذهنية وتطوير أفكاره و إثراء خياله و معرفته، فالتعبير بالرسم عند الطفل العادي يشبه إلى حد ما اللعب التخيلي فبالرسم يستطيع الطفل أن يتخيل يعبر عن الأشياء المحيطة به و هي في الغالب أشياء واقعية و إذا كان هناك فوائد تعود على الطفل العادي في التعبير بالرسم فإنه من المؤكد أننا نستطيع إضافة هذه النقطة للطفل التوحدي