الأحد، 19 أغسطس 2018

النظريات النفسية للتعل

النظريات النفسية للتعلم
  1. 1.  النظرية السلوكية في التعلم:
    ظهرت المدرسة السلوكية سنة 1912  في الولايات المتحدة، ومن أشهر مؤسسيها واطسون ثم ثورنديك وبعده سكينر، وكذا إفان بافلوف في روسيا في نفس الفترة، نظرا لكون واطسون وثورنديك وبافلوف مختصين في علم أعصاب وفي تشريح الجهاز العصبي، فقد تأثروا بذلك وبحثوا مجال السلوك الإنساني من خلال الروابط بين العضوية والعصاب وبين البيئة المحيطة.   
  أهم المبادئ في النظرية:
-      كل تعلم ينتج عن استجابة للمثيرات البيئية التي من خلالها نحل مشاكلنا. (لإشباع حاجة التواصل نتعلم اللغة)
-      يثبت التعلم بالتعزيز المادي أو المعنوي حسب العمر،
-      التكرار والممارسة أساس رسوخ التعلم وتعميمه. 
 
نموذج التعلم المحاولة والخطأ (لثورنديك):
وينطلق هذا النموذج في تفسيره لحدوث عملية التعلم وفقاً لمبدأ المحاولة والتجربة، أي أن الارتباطات بين الاستجابات والمثيرات تتشكل اعتماداً على خبرات الفرد بنتائج المحاولات السلوكية التي يقوم بها حيال المواقف المثيرة التي يواجهها ويتفاعل معها، بحيث بتعلم الاستجابة المناسبة من خلال المحاولة والخطأ.
مبادئ التعلم الرئيسة:
1. إن تشكيل الارتباطات يتم وفق مبدأ المحاولة والخطأ. (المحاولة الناجحة تؤدي إلى نتيجة مُرضية مما يجعلها ترسخ كلما كُررت)
2. قانون الأثر: تعتبر نتائج المحاولة التي يقوم بها الفرد بمثابة التغذية الراجعة لهذه المحاولة إذا كانت ناجحة، فالمحاولات التي تفشل ولا تحقق الغرض المقصود منها عادة ما ينتج عنها حالة من الانزعاج وعدم الرضا والكف في تكرارها، في حين أن المحاولات التي تحقق غرضها ينتج عنها حالة من الرضا والارتياح مما يؤدي إلى تكرارها.
3. قانون المران أو التدريب: يصبح السلوك الناجح بالممارسة وتضعف بعدم الممارسة.
4. قانون الاستعداد: يقصد بالاستعداد حالة التهيؤ إلى تنفيذ استجابة متعلمة ما حيال موقف مثير معين.
أنماط التعلم الإنساني عند ثورنديك:
1. تكوين الرابطة: وهو أدنى أنماط التعلم، ويوجد لدى الإنسان والحيوان. ويتجلى في الطريقة التي يتعلم بها طفل عمره عشرة أشهر الطرق على الباب.
2. تكوين الرابطة مع الأفكار: يمكن تمثيله بطفل يقول حلوى وهو ينظر إلى قطعة من الحلوى أ مامه ثم يُكون صورة ذهنية عن القطعة.
3. التعلم عن طريق التحليل والتجريد: يعتمد على تحليل عناصر موضوع التعلم، والتمييز بين هذه العناصر، واكتشاف العلاقات بينها، ومعرفة ما هو أساسي ومشترك فيها.
4. التعلم عن طريق التفكير الانتقائي أو الاستدلال: ويتمثل في تعلم الطالب حل لمسألة هندسية والبرهان عليها وكذا إعطاء شروح عن كيفية أداء مهمة معينة.
الجشطالتية والتعلم

مفاهيم الجشطالتية               

الجشطلتية (الشكل): هو أصل التسمية لهذه المدرسة، ويعني كل مترابط الأجزاء بانتظام، بحيث تكون الأجزاء المكونة له في ترابط دينامي فيما بينها من جهة، ومع الكل ذاته من جهة أخرى. فكل عنصر أو جزء من الموقف أو الشكل له مكانته ودوره ووظيفته التي تتطلبها طبيعة الكل.
الاستبصار: كل ما من شأنه اكتساب الفهم من حيث فهم كل الأبعاد ومعرفة الترابطات بين الأجزاء وضبطها.
إعادة التنظيم: ينبغي أثناء التعلم يحدث العمل على إعادة الهيكلة والتنظيم نحو تجاوز أشكال الغموض والتناقضات ليحل محلها الاستبصار والفهم الحقيقي.
الانتقال: تعميم التعلم على مواقف مشابهة في البنية الأصلية ومختلفة في المظهر.
الفهم والمعنى: يتحقق التعلم عند تحقق الفهم الذي هو  كشف جميع العلاقات المرتبطة بالموضوع، والانتقال من الغموض إلى الوضوح.

مبادئ التعلم في النظرية الجشطالتية

– الاستبصار شرط للتعلم الحقيقي.
– إن الفهم وتحقيق الاستبصار يفترض إعادة البنية للموقف الذي نحن بصدد مواجهته.
– انتقال لأثر التعلم للمواقف الجديدة شرط التعلم الحقيقي.
– الحفظ والتطبيق الآلي للمعارف تعلم سلبي.
 التطبيقات التربوية لنظرية الجشطلت
– يجب أن يكون تأكيد المعلم الأساسي على الطريقة الصحيحة للإجابة وليس على الإجابة الصحيحة في حد ذاتها.
–توضيح أوجه الشبه بين المادة المتعلمة الحالية وما سبق أن تعلمه الطالب مما يساعد على إدراكها بشكل جيد.
– تنظيم مادة التعلم في نمط قابل للإدراك الكلي بعد دراسة العناصر المكونة لها مع الاستخدام الفعال للخبرة السابقة، وإظهار كيف تتلاءم الأجزاء في النمط ككل.
النظرية البنائية في التعلم
تهدف هذه النظرية إلى جعل المتعلم يقوم ببناء المعرفة التي يكتسبها خطوة تلو أخرى وعنصر تلو الآخر إلى أن يحصل على الموضوع المراد تعلمه وذلك باتباع الأسلوب الاستقرائي في عمله.
* مفاهيم نظرية التعلم البنائية :
1-التكيف: التعلم هو تكيف الفرد مع معطيات وخصائص المحيط المادي والاجتماعي عن طريق استدماجها في أفكاره وسلوكياته.
2- التلاؤم: وهو تغيير في استجابات الذات بعد استيعاب معطيات الموقف (معلومات، خبرات سلوكية، أفكار) أو الموضوع باتجاه تحقيق التوازن.
4- الاستيعاب والملاءمة : الاستيعاب هو إدماج للموضوع في بنيات شخصية، والملاءمة هي تلاؤم الذات مع معطيات الموضوع الخارجي.
7- التمثل والوظيفة الرمزية: التمثل، عند بياجي، هو الخريطة المعرفية التي يبنيها الفكر عن عالم البيئة، وذلك بواسطة الوظيفة الترميزية كاللغة و اللعب الرمزي.
* أسس ومبادئ التعلم في النظرية البنائية:
- يبني الفرد المعرفة داخل عقله ولا تنتقل إليه مكتملة.
- يفسر الفرد ما يستقبله ويبني المعنى بناء على ما لديه من معلومات.
- التعلم لا ينفصل عن التطور النمائي للعلاقة بين الذات والموضوع.
- الاستدلال شرط لتعلم بناء المفهوم: المفهوم لا يبنى إلا على أساس استنتاجات استدلالية تستمد مادتها من خطاطات ذهنية للأداء.
- الخطأ شرط التعلم: إذ أن الخطأ هو فرصة وموقف من خلال تجاوزه يتم بناء المعرفة التي نعتبرها صحيحة.
- الفهم شرط ضروري للتعلم.
- التعلم يقترن بالتجربة والخبرة وليس بالتلقين.
نموذج بياجيه في التعلم :
مفاهيم أساسية:
أنواع المعرفة:
يميز بياجيه بين نوعين من المعرفة وهما المعرفة الشكلية ومعرفة  الأداء وتشير المعرفة الشكلية إلى معرفة المثيرات بمعناها الدقيق والثابت. أما المعرفة الأدائية تهتم بالكيفية التي تتغير عليها الأشياء من حالتها السابقة إلى الحالة الحالية. (تغير الدقيق إلى عجينة ثم إلى خبز)
التكـيفالتكيف يتم بيولوجيا (تقلص عضلات المعدة عند الجوع) وعقلياً فظهور المثير يؤدي إلى التساؤل والملاحظة وهما من الأفعال أو العمليات العقلية التي يقوم بها الكائن الحي للتكيف مع المثير البيئي وهذه الأفعال العقلية هي التي تؤدي إلى نمو معارف الفرد عن هذا المثير.
التراكيب المعرفيـة  schèmes:
هي مجموعة الخطط الذهنية المعرفية التي يستخدمها الفرد من أجل أداء نشاطاته الذهنية السلوكية والتي يكون قد وُلد بها او اكتسبها انطلاقا من التعلمات البيئية.
عمليةالموازنة:قد يصادف المتعلم مثيراً غريبا عليه أو مشكلة تتحدى فكره فيحاول أن يستخدم التراكيب المعرفية الموجودة في عقله لكي يفسر أو يفهم هذا المثير أو يحل تلك المشكلة، فإذا لم تتوفر التراكيب المعرفية المناسبة للموقف فإنه يكون في حالة استثارة عقلية أو اضطراب أو حالة عدم اتزان، لذلك يقوم بمجموعة من الأنشطة يحاول من خلالها فهم هذا المثير وتؤدي هذه الأنشطة إلى تراكيب معرفية جديدة.  ويفترض بياجيه وجود عمليتين أساسيتين تحدثان أثناء عملية التنظيم الذاتي هما التمثيل والمواءمة فهما عنصرا عملية التنظيم الذاتي. وعرف التمثل بأنه عملية عقلية مسئولة عن استقبال المعلومات من البيئة ووضعها في تراكيب معرفية موجودة عند الفرد. بينما عرف المواءمة بأنها عملية عقلية مسئولة عن تعديل هذه الأبنية المعرفية لتناسب ما يستجد من مثيرات. ويساهم كل منهما في تصحيح الأبنية المعرفية وإثراؤها وجعلها أكثر قدرة على التعميم وتكوين المفاهيم.
مراحل النمو العقلي عند بياجيه
1. مرحلة الحسحركة (من الميلاد حتى عامين من العمر):يرتبط تفكير الطفل في هذه المرحلة بما هو محسوس ويساعده هذا على اكتساب المعرفة عن الأشياء المحسوسة المحيطة به من البيئة والتي يتفاعل معها بنفسه من خلال حواسه وحركاته ويصعب عليه التفكير في موضوع واحد لفترة طويلة وما يغيب عن حواسه يكون غائباً عن تفكيره فالتراكيب المعرفية لديه تقتصر على المحسوسات.
2. مرحلة ما قبل العمليات العقلية (من 2-7 سنوات منالعمر):في بدايتها لا يدرك الطفل المفاهيم (من 2.5 –4 سنوات) ولكنه يكون قادراً على ذلك في الفترة المتأخرة من المرحلة. يستخدم الطفل المدركات الحسية المعتمدة على الحواس ويستطيع أن يتصور وضعيات للأشياء قبل حدوثها.
 3. مرحلـةالعمليات الحسية (من 7-12 سنة):يستطيع الطفل فيها أداء عمليات عقلية ومنطقية مثل التصنيف الفئوي الذي يسمح بتكوين بعض المفاهيم بتقريبها إلى المحسوسات (وحدات الأطول والحجوم والأوزان والزوايا). والفرد ينظم إدراكاته للبيئة ويبنيها في بناءات معرفية منسقة وشخصية.
 4. مرحلةالعمليات المجردة (من 12-15 سنة):
تتميز المرحلة بنمو المجردات والتفكير الناقد ويكون الطفل قادراً على تصور الأشياء غير موجودة في الواقع، يمكن للطفل أن يبتكر ويفكر في مراحل العمليات العقلية وتسلسلاتها. وبذلك يصل إلى تمثيل عملياته العقلية بالرموز، ويصبح قادرا على فهم بعض النظريات ويمكنه أن يفرض فروضا ويمكنه ان يفهم المقدمات والنتائج (المتغير المستقل والمتغيرات التابعة...).
التعلم عند برونر
مرتكزات النظرية:
• التركيز على النواحي الحيوية في التعلم أي أن عملية التعلم تتضمن معالجة حيوية ونشطة للمعلومات.
• التركيز على كيفية تنظيم المتعلم للأشياء التي حوله وفي بيئته وكيفية الاستفادة منها لزيادة حصيلته التعليمية المعرفية.
• تركز النظرية على كيفية حدوث الشيء أو لماذا حدث هذا الشيء وليس على الشيء ذاته.
• اهتم برونر بدور اللغة في التفكير والتعلم، واعتبرها أداة التعلم، وتقدمها الثقافة والبيئة للطفل لتمكنه من التعلم، فاللغة تزود الطفل بوسائل تشغيل المعلومات وكذلك تزوده بخبرات فردية في أشكال رمزية.
عمليات التعلم عند برونر:
تتضمن عملية العلم عند برونر ثلاثة عمليات أساسية هي:
• عمليات اكتساب المعلومات الجديدة: وهي العملية التي يستقبل فيها المتعلم المعلومات الخارجية، حيث تحل المعلومات الجديدة مكان المعلومات القديمة أو تطورها وتنميها، وتجعلها أكثر تعقيدا من سابقتها.
• عملية تحويل المعلومات: وهي عملية جعل معنى لهذه المعلومات ، وربطها بما لديه من خبرات، بحيث تصبح ذات معنى ومفيدة للمتعلم.
• مرحلة التقويم أو الاختبار : وهو عملية التيقن من صحة وسلامة هذه المعلومات.
ويري برونر أن هذه العمليات تتم بشكل متزامن. ومن خلال فهمنا لهذه العمليات نجد أن المتعلم لا يستطيع أن يكتسب معلومات من الخارج إلا إذا وجد لها تفسيراً باستخدام خبرته في هذا الموضوع، ولكي تصبح هذه المعلومات من ضمن تكوينه المعرفي لابد أن يخضعها للتجربة والاختبار.
  • قضايا التعلم عند برونر
  1.  التمثل: ويشير الى العملية التي يستطيع الفرد من خلالها ان يدمج خبراته الجديدة بالخبرات القديمة الموجودة لدية وبحيث تصبح جزءاً من بنائه المعرفي أي انه الصورة التي يعبر فيها المتعلم عما تعلمه.
 الدافعية: يرى برونر أن الهدف من التعلم هو مـن أجل التحكم فـي البيئة ومـن أجل تقليل المعيقات التي تعترضه في حياته. ويرى أن هدف التعلم هو خلق أفراد أكثر سعادة واستقرارا نفسيا واتزانا، ويرى أن علـى المعلم ان يبحث عـن طريقة مناسبة ليثير دافعيـة المتعلـم، ويعطي أهمية لاكتساب الخبرة والمعرفة.  
  1. الاستعداد: هو قدرة الفرد علـى تمثيل الخبرات (أي الحصول على خبرات جديدة او دمجها مع الخبرات الموجودة لديه من أجل استعمالها في الحياة والتحكم في البيئة المحيطة). وينمى الاستعداد عـن طريـق زيادة الخبرات التي يتعرض لهـا الفرد.
  2. الذكاء: الذكاء عند برونر هو القدرة على التمثل المجرد للخبرات والقدرة على نقل الخبرات الى مواقف الحياة، أي انه يتضمن اكتساب المعرفة و تذويتها (أي تحويلها لتصبح جزءاً من ذات الفرد) ومـن ثم استخدامها من أجل إعطاء أكبر عدد ممكن مـن البدائل والافتراضات التـي تساعد علـى حـل المشكلات .
*التعلم بالاكتشاف عند برونر
التعلم بالاكتشاف عنـد برونر هـو التعلم الذي يحدث عنـدما تقـدم المادة التعليمية للطلاب فـي شكل ناقص غيـر مكمل ونشجعهم على تنظيمها او إكمالها واكتشاف العلاقات بين المعلومات. ويتبين ان التعلم بالاكتشاف عملية ممتعة في حد ذاتها فلا ضرورة في هذا النمط من التعلم للثواب او المكافئة الخارجية وإنما تكرار هذه الخبرة بدافع التعلم إلى كيفية التعلم من اجل المعرفة بما يزيد من الدافعية ويؤدي بالمتعلم الى الانتقال من الاعتماد على التعزيز الخارجي الى التعزيز الذاتي او الداخلي والتي تمكن المتعلم من اكتشاف اقصر وأسهل طرائق التعلم . 
* المحكات التي تحكم بواسطتها على التعلم:
1. سرعة التعلم: فالخبرة التي يتم تعلمها بسرعة تشير الى وجود خبرات سابقة   لدى الفرد تتعلق بهذه الخبرة ويتم دمج هاتين الخبرتين معاً.
2. مقاومة النسيان: الخبرة الجيدة هي التي لا يتم نسيانها بسهولة، وبذلك يتم تسجيلها في الدماغ مدة طويلة من الزمن ليسهل استرجاعها.
3. إمكانية نقل التعلم الى مواقف تعلم جديدة.
4.  تشكيل التمثل: أي التعبير عما تم تعلمه، حيث ان تمثيلات الفرد هي نتاج لتعلمه.    
5. قدرة التعلم على توليد فرضيات جديدة في مواقف تعلم جديدة.
نظرية فيجوتسكي في التعلم
ليف فيجوتسكي:
هو عالم سوفييتي، ولد في أورشا عام 1896م في الإمبراطورية الروسية، توفي في موسكو وهو يعاني من الدرن (السل) عام 1934م، أي عاش 38 سنة، وهو شخص مكثف لكنه اجتماعي جدا، هو مؤسس (النظرية الاجتماعية التاريخية) والتي تنادي بأن القوى الاجتماعية والتاريخية تشكل القدرة العقلية، فنحن نتاج أزماننا، واللغة هي أداة أولية لنقل قيم المجتمع.
أكد فيكوتسكي على أن التطور المعرفي للأطفال يعتمد على الوسط الاجتماعي والتفاعل بين الراشدين والصغار وليس مستقلا عن هذا الوسط.
لاحظ فيكوتسكي أن الأطفال الذين يجدون صعوبة في إنجاز بعض المهام غالبا ما يتمكنون من إنجازها عندما يشتغلون تحث إشراف الراشدين وتوجيههم. وذهب إلى القول: «إن ما يقوم به الأطفال بمساعدة الآخرين ربما كان أكثر دلالة على مستوى نموهم العقلي مما يمكنهم القيام به بدون أية مساعدة»؛ ذلك لأن المهارات التي يوظفها الطفل بطريقة مستقلة هي المهارات التي تشكلت بالفعل في وقت سابق وأصبحت ناضجة، إنها «ثمرة» النمو السابق. تمثل هذه المهارات ما يسميه فيكوتسكي مستوى النمو الفعلي. 
 إن شروط النمو العقلي وآلياته توجد خارج الفرد، في محيطه الاجتماعي-الثقافي. ويتحقق النمو من خلال مشاركة الفرد في مختلف الأنشطة الاجتماعية -الثقافية، ومن خلال استعماله للوسائل والأدوات التي يوفرها له المحيط الثقافي.
-        تدل المهارات التي لا تتحقق إلا بمساعدة الراشدين أو الزملاء المتفوقين على أنها في طور التشكل أو في طريق الانتقال من الخارج إلى الداخل.
-        تدل المهارات السائرة في الطريق نحو النضج على مستوى النمو الممكن.
-        المسافة التي تفصل مستوى النمو الممكن عن مستوى النمو الفعلي فهي منطقة النمو القريبة.
إن تقدير قدرات الأطفال لا ينحصر في معرفة ما يستطيعون القيام به في الحاضر، ولكنه يتعدى ذلك إلى ما يمكنهم إنجازه في المستقبل القريب. إن المهام التي ينجزونها اليوم بمساعدة الغير هي المهام التي سينجزونها في المستقبل بالاعتماد على أنفسهم.
إن المهارات التي يكتسبها الفرد من خلال تفاعله مع الآخرين تدمج في بنية المهارات التي تشكلت من قبل وتنشأ عن ذلك بنية عقلية جديدة أكثر تعقيدا. كما أن البنية الجديدة تساعد على اكتساب مهارات أكثر تطورا. هناك إذن علاقة جدلية بين النمو والتعلم والتطور في النمو العقلي.
 *التعلمات الشخصية الفريدة:
قدم معلم أشكالا هندسية (مثلثات، مربعات، مستطيلات، دوائر، شبه منحرفات، وطلب من التلاميذ تجميع الشكال المتشابهة في مجموعات، فعل الجميع ذلك إلا اثنين وضعا مجموعتين فقط، ولما بحث المعلم عن السبب تبيّن أن أحدهما اعتمد على الزوايا، والآخر على الأضلاع لتمييز الأشكال.

مراحل تطور المفاهيم:

1.       مرحلة التفكير التجميعي:  من الشهر الأول – حتى الشهر الثامن
يميل الطفل إلى تكديس الأشياء بعضها على بعضٍ، فالطفل الرضيع حالما يمتلك قدرة التركيز على الأشياء الواقعة في مجال بصره، يصبح قادراً على استكشاف الأشياء، وتشخيص هويتها بموجب صفاتها المميزة. إنَّهُ يتعلم تصنيف الأشخاص حسب مظاهرهم وأعمالهم، ويستطيع ربط سمات وتصرفات معينة بأبويه، فعندما يقترب أحد الأبوين من الطفل، يتلقاه الطفل بابتسامة، مما يدل على أنه يُميزه عن باقي المتغيرات من حوله. إنَّ هذه الارتباطات الأولية ليست ذات أهمية بحدّ ذاتها، وعلى الرَّغم من كونها غير متميزة وغامضة، ولكنَّها تتراكم لتكوّن قاعدة من الخبرات، أيّ أنَّها المادة الخام للمفاهيم.
2.  مرحلة التفكير التعقيدي : ( من الشهر الثامن – حتى 12 شهر)
يقوم الطفل بالتصنيف وفق أسس أكثر موضوعية مما سبق، فهو يصنّف على أساس أوجه الشبه، إلا أنّ عمليات التصنيف هذه لا تعتبر دائماً دقيقة، فقد ينخدع بمظهر الشيء ويتصور أنَّه ينتمي إلى فئة معينة و يوجد بينه و بين عناصرها وجه شبه. فقد يلتهم الطفل قطعة الصلصال السوداء لأنَّها تشبه الشكولاتة.
3.  مرحلة تكوين المجاميع : (من السنة – حتى السنتين)
يبدأ الطفل في تكوين المجموعات المتقابلة أو المتكاملة فهو يضع الأشياء معاً ليس على أساس وجود شبه بينها، إنَّما على أساس أنَّها تنتمي لنفس الفئة أو تؤدي الوظيفة ذاتها، مثل الأكواب على اختلاف أشكالها ومظهرها إلا أنَّها بالنسبة له كلها أكواب.
- 4مرحلة العقد المتسلسلة : ( من 2 إلى 4 سنوات)
يبدأ الطفل في التصنيف على أساس صفة معينة، ثمَّ يشرد ذهنه إلى صفة أخرى.
 وهذا في حدِّ ذاته تطور هام، إذ يعني أن الطفل يُدرك أنَّ للشيء الواحد عدداً من الصفات، وأنَّ كلاً منها يصلح أساساً للتصنيف، وفي هذه المرحلة يُمكننا ملاحظة مدى المرونة التي اكتسبها عقل الطفل.
5.  مرحلة العقد المصقولة : ( من 4 – 6 سنوات)
في هذه المرحلة لا يحدث تغير كبير في طرق التجميع بقدر ما يحدث صقل لتلك القابلية أو المهارة، فتزداد المرونة لدى الطفل. ويمكننا في هذه المرحلة ملاحظة إبداع الطفل، لأنَّ ذهنه غير محدد بمعايير الكبار في عملية التصنيف.
6. مرحلة أشباه المفاهيم : ( من 6 إلى 8 سنوات)
يقوم الطفل بتكوين تجميعات للمفاهيم، إلا أنَّه غالباً ما يكون غير متأكد تماماً من طبيعة مهمته بالضبط. فقد يقوم بتجميع الأشكال المطلوبة (المثلثات) ولكنَّه غير قادر على تحديد القاعدة التي يستند إليها عمله.
7. مرحلة تكوين المفاهيم (التفكير المجرد): (تبدأ من نهاية 8 فأكثر)
تُعتبر هذه المرحلة تطورا طبيعيا للإحساس بأصناف الأشياء، والإحساس بأنَّ لكلِّ شيء في هذا العالم خصائص وصفات وسمات تشاركه فيها أشياء أخرى. إنها عملية الابتعاد عن الاعتماد على الإدراك الحسي وحده، والانتقال إلى القدرة على تجريد صفات الأشياء، وبالرغم من أنها عملية طويلة ومضنية، إلا أنَّها عملية مثيرة، فهي العملية التي ينتقل بها الطفل من التفكير الحسي إلى التفكير المجرد.