الأحد، 19 أغسطس 2018

صعوبات التعلم من الوجهة العصبي

صعوبات التعلم من الوجهة العصبية
تعتبر صعوبات التعلمية إعاقة محيرة بسبب الغموض الذي يكتنف تعريفها و أسبابها ،      
فقد كانت معظم الأعمال الأولية التي تم إجراؤها في الستينات و السبعينات من القرن الماضي تعتمد على التأمل و التفكير ما جعل الكثير من المختصين يتشككون حول مدى صدق الإدعاءات التي ترى أن صعوبات التعلم نتيجة لمشكلات عصبية نيورولوجية ، و مع تطوير العديد من أساليب أخرى كان من شأنها أن تكشف أوجه الشذوذ التي يمكن أن توجد في المخ وذلك بقدر معقول من الثبات .                                                             
أما حاليا فمعظم الباحثين يؤيدون أن صعوبات التعلم تنتج عن نوع معين من التباين في تركيب المخ أو أدائه الوظيفي .                                                                  
1-السياق التاريخي :
وجود اختلال في الأداء الوظيفي النيورولوجي أو العصبي دلت عليه أبحاث الأطباء الذين قاموا بتحديد أعراض معينة لإصابة دماغية معروفة تتشابه من جوانب عديدة مع سلوك أولئك الأفراد ذوي صعوبات التعلم الذين لا يعانون من أي تلف بالمخ.                       و قد تمكن كل من بيير بول بروكا و كارل فيرنيك و هما من الأطباء الأوروبيين الذين عاشوا في ق19 من تحديد أجزاء معينة بالمخ تتحكم في الحديث و فهم اللغة الشفوية و قد أرست أبحاثهما الأساس لفهم مشكلات اللغة و الكلام و التي تسمى الحبسة الكلامية .

     
فإن هناك طبيب أعصاب آخر كان له تأثيره الهام على تطور صعوبات التعلم ، و على إفتراض وجود خلل في الأداء الوظيفي العصبي للفرد هو صامويل أورتون حيث إعتقد أن صعوبات التعلم في القراءة تعد نتيجة للسيطرة المختلطة للنصفين الكرويين للمخ و هو ما يعني أنه لا يعتبر أي نصف منهما هو المسؤول على تلك السيطرة بشكل واضح ، ما يؤدي حتما إلى قصور كبير و تأخر واضح في القدرات الحسية – الحركية و ينتقل إلى الفرد بالوراثة، و تؤدي إلى ما يعرف بالقلب أو العكس الإدراكي فيقرأ مثلا كلمة رز بدلا من زر و هكذا بالنسبة للكلمات الأخرى ذات الحروف المتشابهة .                                     
إلى أنه على الرغم من دحض نظرية أو فكرة السيطرة المختلطة التي قدمها أورتون فإن أفكاره التربوية على الجانب الآخر قد أدت إلى تطوير إجراءات تربوية منظمة في كل من القراءة ، و التهجي ، و الخط و بقيت أعماله و أبحاثه خالدة في الجمعية الدولية لعسر القراءة . ( عادل عبد الله محمد ،2007، ص 99،100 )
2- تعريف صعوبات التعلم:
تشير الى اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية المتضمنة في فهم و استعمال اللغة سواء المحكية (المنطوقة)أو المكتوبة و في المحاكمات العقلية و العمليات الحسابية و المهارات الاجتماعية،هذه الاضطرابات غير متجانسة و مزمنة و يفترض أنها ناتجة من خلل في وظائف القشرة الدماغية و هي تختلف و لا ترتبط بالتخلف العقلي أو الحرمان
  الحسي أو الاضطرابات الانفعالية أو أية ظروف بيئية أخرى مثل الحرمان البيئي أو التدني الاقتصادي و الاجتماعي،هذا و يكون الذكاء-كما تقيسه اختبارات الذكاء-عند هؤلاء الأفراد متوسطا أو أكثر من المتوسط و اذا ما استثنينا العملية النفسية المضطربة،فان بقية العمليات تكون سليمة.
و صعوبات التعلم تشمل عجز القراءة التطوري و عجز الحساب و عجز الكتابة و تم اضافة صعوبات التعلم غير اللفظية أو صعوبات التعلم الانفعالية الاجتماعية و مزيج من النوعين.(محمد عبد الرحمان الشقيرات،2005،ص 254- 255)
3-أسباب صعوبات التعلم:
تشير نتائج الدراسات باستخدام وسائل تصوير الدماغ الى أن ذوي صعوبات التعلم يعانون من خلل في النصف الأيسر من الدماغ و أن دماغ ذوي عجز القراءة يكون ووظيفيا مختلف عن الدماغ الأفراد الذين لا يعانون من عجز القراءة،و حاليا تم الاجماع على أن صعوبات التعلم تحدث بسبب خلل في وظائف الدماغ و ان كانت الأسباب غير واضحة.
أولا:تلف في الدماغ:
معناه خلل في وظائف تركيب معين من الدماغ سواء بسبب مباشر كحالة فقدان الأكسجين أو التهاب الدماغ كما يشير الى خلل الكيميائي في ناقلات العصبية،كما يفترض أن هناك خللا في عملية اثارة الدماغ،و يرى البعض أن هناك خللا في عملية معالجة المعلومات في الدماغ عند الأطفال الذين يعانون عجز القراءة التطوري حيث يشار لجهاز الابصار معنى أن الجهاز ذا الخلايا الكبيرة يفشل بالكبح أو الكف المناسب للجهاز ذي الخلايا الصغيرة،مما يطيل من وجود الصورة أو الانطباع بسبب عدم حدوث حركة الرمش و هذا يشوش و لا يوضح الصورة أو الانطباع للتثبيت الذي يتبع و هناك نظرية العجز في المعالجة الصوتية الكلامية معنى ذلك عجز في تحويل مجموعة الحروف التي تكون كلمة الى الأصوات أو خللا في تحليل رموز الكلمة،كذلك يبرز هنا العجز عند مواجهة كلمات جديدة،كما يعانون صعوبة في التهجئة لأنهم لا يقومون بفعالية بتحويل التمثيلات الفنولوجية للكلمة الى الشكل البصري للكلمة.
كما وجدت بعض الدراسات أن الجزء الأمامي و الخلفي من الجسم الجاسيء اما مختلف أو مشابه لنفس المناطق عند الذين يعانون من عجز القراءة و تفسير ذلك الخلل يؤدي الى خلل في انتقال المعلومات بين نصفي الدماغ أي خللا في التكامل بينهما و بخصوص القشرة في الفص الأمامي فان بعض الدراسات أشارت الى أن الأطفال الذين يعانون من عجز القراءة و اضطراب في الانتباه و النشاط الزائد تكون القشرة لديهم أصغر في كلا الفصين الأماميين مقارنة مع الأطفال العاديين .
ثانيا:تأخر في النمو أو تلكؤ في النمو:
معنى أن نمو وظائف القشرة يكون على شكل مستويات و اذا حصل خطأ في أحد هذه المستويات فان هذا يؤدي الى خلل في نمو المستويات التي تتبع فيتأخر نموها.
ثالثا:تأثير العوامل البيئية:
قد تؤثر و بشكل غير مباشر على نمو الدماغ،كذلك تشير الدراسات التي أجريت على أطفال الملاجئ و الأطفال المساء اليهم و الذين تعرضوا لحرمان بيئي الى أن نموهم و قدراتهم العقلية قد تتأثر بطريقة سلبية.
رابعا:تأثير تاريخ الميلاد:
تشير الدراسات بأن الأطفال الذين يدخلون المدرسة في عمر مبكر يكون تحصيلهم أقل من الأطفال الذين يدخلون بعمر أكر،و كذلك وجد أن نسبة عالية من الأطفال الذين يصنفون مبدعين يدخلون المدارس في عمر أكبر و لذلك تأثير العمر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند عملية التشخيص.
العوامل الجينية:
عجز القراءة ينتقل من جيل الى جيل في نفس العائلة،يضاف الى ذلك بأن حدوث عجز القراءة و كما تشير الدراسات يحدث أكثر بين الذكور منها بين الاناث .
(محمد عبد الرحمان الشقيرات،2005،ص 255 الى 261)
4-أنواع أو فروع صعوبات التعلم:
1-صعوبات التعلم اللفظية:تشمل عجز القراءة، الحساب، الكتابة.
2-صعوبات التعلم غير اللفظية:يكون العجز عند هذه الفئة راجع الى ضعف المحاكمات و المعالجات العقلية الادراكية و غير اللفظية و خلل في الادراك اللمسي و البصري و التآزر الحركي،خلل في السلوك الاستكشافي و الانتباه اللمسي و البصري و تكوين المفاهيم.
تطور صعوبات التعلم غير اللفظية:
خلال السنتين الأولى من العمر فان المهارات الحركية و السلوك الاستكشافي يكون متأخرا بالنسبة للغة و مع زيادة العمر فان وظائف العناية بالذات تتأخر مما يجعله يعتمد أكثر على غيره للعناية به و مع الزيادة في العمر يبدأ الطفل بمواجهة مشكلات في البعد الاجتماعي و عادة يكون الذين يلعب معهم اما أصغر منه أو أكبر منه سنا و في المدرسة الابتدائية يظهرون استجابات اندفاعية و نشاطا زائدا و مشكلات في ادامة الانتباه و بسبب المشكلات الاجتماعية يكون عدد الأصدقاء قليلا أو معدوما و في مرحلة المراهقة يصبح منسحبا اجتماعيا و تظهر عنده أعراض القلق و الاكتئاب.
العلاج:يقدم البرنامج مداخلات تساعد المصاب في:
1-فهم و تعلم تعميم استراتيجيات حل المشكلات سواء كانت معرفية أو اجتماعية
2-تطوير مهارات الاتصال الأساسية
3-التفاعل و المشاركة بشكل مناسب مع الآخرين
4-اكتشاف و فهم البيئة الموجودة فيها
5-استعمال و توظيف المساعدات المناسبة كالساعة لفهم مفهوم الوقت و المكعبات لفهم مفهوم العدد.
6-الوصل الى فهم موضوعي لقدراته بجانبها القوي و بجانبها الضعيف فالمصابون يكرهون الكتابة اليدوية بسبب الخلل الحركي و المكاني و عليه تدخل لعمل استراتيجيات تعويضية و تدريبهم منذ البداية و تشجيعهم و في المراهقة يساعدون في تطوير برامج أكاديمية و أهداف مهنية معقولة و مبنية على الضعف و القوة في قدراتهم.
(محمد عبد الرحمان الشقيرات،2005،ص 261 الى 265)
5- نقاد صعوبات التعلم :
يعتقد النقاد أن تمييز و تحديد صعوبات التعلم طريقة تتيح للتلاميذ الحصول على خدمات التربية الخاصة دون أن يكون أي فرد مسؤولا عن المشكلة . فالتلميذ لا يلام لأن المشكلة يفترض أنها نيورولوجية في طبيعتها ، و الوالدين لا يلاما لأن مشكلة التعلم ليست ناشئة عن تقصير في الرعية الوالدية ، و أخيرا فلا تثريب على المدرسين بسبب القصور النيورولوجي المفترض لدى التلميذ و ليس لعدم ملائمة التعليم فهو غير مسؤول عن الرسوب المدرسي ووفقا لما ذهب إليه كرونيك .                                               
( صعوبات التعلم تسمية تجميلية يفضلها آباء الأطفال البيض من الطبقة المتوسطة لأنها تعني أن أطفالهم ليسوا متأخرين عقليا ، و لا مضطربين انفعاليا ، و أن الأبوة و رعايتهم لأبنائهم لم يكن بها خطأ ، و أن أطفالهم ليسوا مسؤولين عن سلوكهم و لا يمكن اعتبارهم
كسالى أو ليس لديهم دافعية ).
(لمارتن هنلي و آخرون ، تعريب جابر عبد الحميد جابر ، 2001، ص 242)
6-التردد في قبول الأسباب النيورولوجية :      
هناك في الواقع سببان على الأقل لتشكك الباحثين و الممارسين في وجود أساس نيورولوجي لصعوبات التعلم هما :
1/ مشكلات عدم دقة المقاييس المستخدمة لقياس إختلال الأداء الوظيفي النيورولوجي :
يتشكك معظم الباحثين في صدق و ثبات الإختبارات المقننة ،كانت بسيطة و غير متقنة نسبيا كمقياس الإشارات العصبية البسيطة و الذي يتضمن بصفة عامة مؤشرات سلوكية لإختلال الأداء الوظيفي العصبي كإنخفاض مستوى التوازن ، و إنخفاض مستوى المهارات البصرية – الإدراكية ، و إنخفاض مستوى التآزر بالنسبة للحركات الدقيقة ، و التشتت ، الخمول و الكسل .هذه المؤشرات تنتشر لدى أولئك الأفراد الذين يعانون من حالات واضحة
لإصابات المخ فإنها تعتبر دائما مؤشرات دقيقة للحالات الأقل  وضوحا  من اختلال  الأداء   
الوظيفي للمخ و هي نمط الحالات التي يتحمل أن تكون هي صعوبات التعلم .              
( عادل عبد الله محمد ،2007، ص 101)
2/ التركيز على السلوكية و البيئية :
تعد السلوكية بمثابة توجه فلسفي لعلم النفس يركز على  دراسة تلك  السلوكيات  التي  يمكن ملاحظتها بدلا من الأحداث العقلية التي لا يمكن ملاحظتها و بالتالي فإنها تصبح بذلك وثيقة الصلة بنظرية التعلم التي تفترض أن كل سلوك متعلم أي يمكن تعلمه  ،  و أنه  يتشكل  عن طريق الثواب و العقاب .                                                                                                             و هناك مصطلح آخر يرتبط بشدة بكل من السلوكية و نظرية التعلم و  هو  مصطلح  البيئية الذي يرى أن بيئة التعلم بالنسبة للفرد لها دور هام و أساسي في  تطوره  النفسي  ،  و ذلك فيما يتعلق بعلم النفس الطفل قياسا بأسباب تطور التعلم و الشخصية .                   نشر ماك فكر هنت كتاب الذكاء و الخبرة و قد أوضح خلاله وجود أثر مدمر لنقص الخبرة على النمو و في هذا الإطار نشر روزنزويج دراسة لها تأثيرها قارن خلالها ما تقوم به  الفئران التي تم وضعها في أقفاص مليئة بالمثيرات قياسا بتلك التي يتم وضعها في أقفاص تخلو من المثيرات ، و توصل إلى وجود أثار فارقة في تركيب المخ و في كيمياء المخ  أيضا ، حيث أن الفئران التي وضعت في الأقفاص المليئة بالمثيرات قد أصبحت القشرة المخية لها أكثر سمكا فضلا عن زيادة مكون كيميائي بالمخ يعرف بالأستيلكولين و هو مكون له أهميته بالنسبة للتعلم .                                                               
هذا و قد قام علماء الإجتماع يملأهم التفاؤل على توفير تقديم برامج للتدخل المبكر تم تصميمها بغرض التخلص من تلك الإثارة السلبية التي يخلفها الفقر على النمو العقلي المعرفي للأطفال الأصغر سنا كتوفير الخدمات الصحية و التعليمية لجميع الأطفال بمرحلة ما قبل المدرسة ممن ينتمون إلى خلفيات فقيرة .فقد استخدموا سبب آخر محتمل لصعوبات التعلم بين الأطفال يتمثل في التدريس السيء أو غير المناسب .                               
( نفس المرجع ، ص 101،102)                                                           
7- انحسار شعبية الاتجاهين السلوكي و البيئي :
لقد قام غالبية  الباحثبن  الذين  يتبعون  المنحى  المعرفي  بربط  أبحاثهم  بما  يراه  أطباء           
الأعصاب فربطوا كما يرى بنكربين عمليات التفكير في المخ  و ما  يرتبط  بها  من  دعائم   
 نيورولوجية ، و على نفس الشاكلة فعلى الرغم من أن الإتجاه البيئي لا يزال له مؤيدوه الأوائل قد إزداد بسبب النتائج الإيجابية التي حققتها برامج التدخل المبكر ، لقد ترك فراغا في هذا المجال بدأت الأبحاث في المجال النيورولوجي تملأه . ( نفس المرجع ، ص 103)
8- التطورات التكنولوجية في البحث النيورولوجي :
من الجدير بالذكر أن الجانب الأكبر من هذا التطور إنما يرجع في الواقع إلى تلك التطورات التي شهدتها المقاييس النيورولوجية التي تعتمد على الكمبيوتر ، و هي الأساليب التي أدت إلى اتساع مجال البحث الذي يتناول المخ ،و على الرغم من أن ارتفاع تكاليف استخدام هذه الأساليب قد أدى إلى عدم استخدامها على نطاق واسع في الممارسات الإكلينيكية المختلفة و ذلك في سبيل تشخيص الحالات الفردية من صعوبات التعلم ، و لكنها مع ذلك قد جعلت الباحثين يعتقدون في أهمية إختلال الأداء الوظيفي النيورولوجي في حدوث العديد من حالات صعوبات التعلم .                                                     
و إذا ما تناولنا مثل هذا التصوير الإشعاعي بالكمبيوتر و المخ فإننا نجد في الواقع أنه قد ظهرت عدة تطورات تكنولوجية حديثة في أساليب التصوير بإستخدام أشعة إكس و سمح  
الكمبيوتر للباحثين و الأطباء بالحصول على صور أفضل للمخ الحي و هناك ثلاثة أساليب    تعد هي الأهم : ( نفس المرجع ، ص 103،104)                                                1/ أشعة الرنين المغناطيسي :يقوم خلاله ماسح ضوئي بإرسال مجال مغناطيسي قوي عبر الرأس فيعمل على تغيير توجه ذرات الهيدروجين ، و نظرا لأن التراكيب العصبية المختلفة تتضمن مقادير أو كميات متباينة من الهيدروجين فيكشف ذلك ، و يستغل البيانات في تشكيل صور لشرائح معينة من المخ .                              
2/ أشعة البوزيترون :هي وسيلة لتصوير المخ في حالة النشاط حيث تكتشف تلك التغيرات التي تنتاب النشاط التمثيلي أو الأيضي في أجزاء مختلفة من المخ ، و عادة ما يتم حقن الفرد بمادة منخفضة الإشعاع شبيهة بالجلوكوز فتسير تلك المادة مع الدم حتى تتجمع في النيورونات النشطة بالمخ ،و عندما يقوم الفرد بأداء مهمة معينة كالقراءة أو التذكر على
 سبيل المثال فإننا نكتشف عن طريق هذه الأشعة أي أجزاء في المخ هي التي تمت إثارتها حيث تكون المادة المشعة قد إنتقلت إلى تلك الأجزاء . ( نفس المرجع ، ص 104)
3/ أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفي :يستخدم هذا الأسلوب في حالة النشاط و يمكننا عند إستخدام هذا الأسلوب أن نقوم بتسجيل عمليات الأيض التي تحدث في المخ عند إنغماس   
 الفرد في أداء مهمة عقلية معرفية ، و يتميز هذا الأسلوب قياسا بأشعة البوزيترون بعدم    
إستخدام أي مواد مشعة . ( نفس المرجع ، ص 104)                                        
وقبل أن نبدأ في مناقشة إستخدام مثل هذه الإجراءات في سبيل تحديد الأسباب النيورولوجية لصعوبات التعلم فسوف نتعرض لتشريح المخ ، و نوضح بعض الوظائف    
التي يؤديها النصفان الكرويان للمخ ، و ما يضمانه من أجزاء أساسية .                      
9- كيف يعمل المخ ، و كيف يقوم بالأداء الوظيفي ؟ :                                            
النيورونات ترسل و تستقبل الرسائل :تعتبر النيورونات المسؤولة عن إرسال و إستقبال المعلومات في المخ ، و تتألف من أربعة تراكيب هي :                                        
جسم الخلية ، التشعبات العصبية ، المحور العصبي ، الأطراف النهائية الشبيهة بالعقد .
و يتضمن جسم الخلية العصبية النواة ، و المادة التي تدعم الأداء الوظيفي للنيورون ،أما التشعبات العصبية فهي عبارة عن إسقاطات تأخذ شكل الشجرة تقوم بإستقبال الرسائل من
البيئة المحيطة ( كالإبصار، و الأصوات و الروائح ) أو من النيورونات الأخرى عن           طريق المحاور العصبية لتلك النيورونات الأخرى و أطرافها النهائية الشبيهة بالعقد و يعد
المحور العصبي بمثابة إمتداد على شكل أنبوب من النيورونات التي تحمل الرسائل المختلفة
إلى التشعبات العصبية للنيورونات الأخرى ، و تنتقل مثل هذه الرسائل الكهربية – الكيميائية ( الكهروكيميائية ) من المحور العصبي إلى التشعبات العصبية عن طريق الأطراف النهائية الشبيهة بالعقد أو الأزرار ، و تقوم بإفراز المواد الكيميائية التي تعرف بالموصلات العصبية في نقطة الإشتباك العصبي التي تعتبر الواحدة منها عبارة عن فجوة صغيرة تقع بين المحور العصبي و التشعبات العصبية ،و هناك أيضا نسيج دهني يسمى الغمد النخاعي يغطي المحور العصبي و يعزله و يعمل الموصل العصبي المحدد و الذي
يتم إفرازه على تحديد إمكانية قيام النيورون بتلقي الرسالة من نيورون آخر ، ثم القيام بإرسالها إلى نيورونات أخرى . ( نفس المرجع ، ص105) 
10- الأجزاء المختلفة من المخ تؤدي وظائف متباينة :                                            
كان هناك جدل حول ما إذا كان جزء معين من المخ أو عدة أجزاء به يتم تضمنها جميعا في السيطرة على ذلك السلوك ، و علاوة على ذلك فإن جزءا واحدا بالمخ يمكن أن يؤدي عدة وظائف و ذلك بدلا من جزء معين تالف به .سوف نعرض هنا فقط لتلك العلاقات الرئيسية بين المخ و بعض الوظائف التي إتفق عليها غالبية علماء و أطباء الأعصاب ، و يشيرأطباء الأعصاب بوجه عام إلى المخ على أنه ينقسم إلى : ( نفس المرجع ، ص 106)     
1/ جذع المخ :يستند الفصان الكرويان للمخ على جذع المخ الذي يربط المخ بالحبل الشوكي و يقوم بتنظيم المنعكسات الهامة للحياة كالتنفس و ضربات القلب .                 
2/ المخيخ : يقع أسفل القشرة المخية و ملاصقا لجذع المخ ، و يضم أكثر من  نصف  عدد  
 النيورونات الموجودة بالمخ ، و يقوم المخيخ بتنظيم تلك السلوكيات التي ترتبط بالحركة كالتوازن ، الجري ، التحدث و حركات العين ، و يؤدي التلف إلى حدوث مشكلات حادة في السيطرة على مجموعة من الحركات .                                                      
3/ القشرة المخية :هي طبقة من نسيج رقيق تغطي النصفين الكرويين للمخ ، و تنقسم إلى أربعة أنماط من الفصوص ، نلاحظ أن حوالي ثلثي سطح القشرة المخية كما يشير (كارلسون 2000) يتضمن تجاعيد ، أخاديد و ثنيات ، وتعرف أكبر هذه الثنيات بإسم الشقوق و يفصل الشق المركزي الفص الأمامي عن الفص الجداري ، أما الشق الجانبي   
 فيفصل الفص الصدغي عن كل من الفص الأمامي و الفص الجداري .                     
( نفس المرجع ، ص 107،108)
أ/ الفصوص الأمامية : إنها وسيلة أساسية في تنظيم سلوك الفرد ، و يشير علماء النفس عادة إلى التنظيم الذاتي ، أو قدرة الفرد على السيطرة على إنفعالاته ، و حل المشكلات على أنها جزء من الوظائف التنفيذية من جانبه ، و هناك جراحة كانت تستخدم سابقا تعرف بالجراحة الفصية للفصوص الموجودة في مقدم التكوين الجبهي تعمل على قطع أي صلة
 بين الفصوص الموجودة في مقدم التكوين الجبهي و باقي أجزاء المخ ، و كان يتم النظر إليها فيما سبق على أنها تعد بمثابة علاج للمرضى السيكاتريين أو النفسيين الذين يعانون من آلام و إضطرابات إنفعالية ، و عذاب و ألم نفسي شديد ، و توقفها نظرا لأن إجراء مثل هذه الجراحة كما يشير (كارلسون 2001) قد ترك المرضى يأتون بسلوكيات طفيلية ، و جعلهم يتسمون بعدم المسؤولية من جهة ، و باللامبالاة التامة بنتائج تصرفاتهم من جهة أخرى و من ثم فإذا كانت إنفعالاتهم الباثولوجية أو المرضية قد ولت على أثر تلك الجراحة
فإن إنفعالاتهم العادية تكون قد ولت هي الأخرى من جرائها .
( نفس المرجع ، ص 108،109،110)
ب/ الفصوص الجدارية  : هي مسؤولة عن  حدوث  التكامل  و  التناسق  بين  الإحساسات
الجسمية و الإدراكات البصرية فالقطة مثلا يكسوها الفراء  و تصدر  صوتا خفيفا  و  ناعما
و لها صورة بصرية معينة ، و عندما يحدث أي قصور في المراكز البصرية في الفصوص الجدارية فإن مثل هذا الفرد عادة ما يجد صعوبة في إحداث التآزر بين هذين المدركين الحسيين.                               
ج/ الفصوص القذلية :مسؤولة في الأساس عن الجوانب المختلفة من الإدراك البصري و يمكن أن يؤدي تلف تلك الفصوص إلى حالة تعرف بالعمى البصري و التي تعني عدم قدرة الفرد أو عجزه عن إدراك الأشياء العامة حتى و إن كان يتمتع بحدة إبصار عادية .
د/ الفصوص الصدغية :تقوم بمجموعة من الوظائف الهامة التي ترتبط بالتعلم حيث تعد هي المسؤولة عن  الإنتباه  و الذاكرة و اللغة إصدارا و إستقبالا  و  نظر الأهمية  مثل  هذه
العمليات ، هذه الفصوص لها دورا هاما في حدوث صعوبات التعلم .
( نفس المرجع ، ص 110،111 )
النصفان الكرويان للمخ ( الأيمن و الأيسر ) :
إن كلا منهما يقوم باستقبال المعلومات الحسية من الجانب العكسي للجسم ، كالمجال البصري الأيسر يتم إدراكها في النصف الكروي الأيمن للمخ .
 فهناك جانب هام آخر يختلف فيه النصفان الكرويان للمخ يتمثل في أن النصف الكروي الأيسر للمخ يعد هو الأكثر أهمية في النطق باللغة و الفهم أو الإستيعاب و ذلك قياسا بالنصف الكروي الأيمن للمخ .
منطقتا بروكا و فيرنيك :
قام بول بروكا بالعديد من فحوص ما بعد الوفاة و ذلك على مخ العديد من الأفراد الذين كانوا يعانون من الحبسة الكلامية أي المشكلات الشديدة في التحدث ، ووجد أنهم جميعا كان لديهم تلف في منطقة بالفص الأمامي الأيسر من المخ . و بعد ذلك بعدة سنوات حدد كارل فيرنيك منطقة في الفص الصدغي الأيسر إفترض أنها هي المسؤولة في الأساس عن فهم أو إستيعاب الحديث و قد سميت هاتان المنطقتان على التوالي باسم منطقة بروكا ومنطقة فيرنيك .
يشير بينيل أنه ليس من الممكن دائما أن نتنبأ بشكل دقيق بنمط المشكلة اللغوية التي يعاني الفرد منها بناءا على منطقة بروكا أو منطقة فيرنيك ، كما أن هناك حالات أخرى تعرضت لإزالة تلك المناطق بالجراحة و ظهرت لديها بعض المشكلات البسيطة في إصدار الكلام أو الفهم أو الإستيعاب ، و فضلا عن ذلك هناك أدلة على أن النصف الكروي الأيمن للمخ يعد
 مسؤولا عن جوانب معينة من اللغة و التواصل ، فمثلا نجد أن القدرة على نقل و إدراك الانفعالات من نغمة صوت الفرد تعد إلى حد كبير  بمثابة  نشاط  يرتبط  بالنصف  الكروي
الأيمن كما يرى كل من كارلسون و بينيل ،و قد لاحظ الباحثون أن تخدير النصف الكروي
 الأيسر من المخ يؤدي إلى عدم القدرة على التحدث . ( نفس المرجع ، ص 111،112 )
11- الإستدلال على إختلال الأداء الوظيفي النيورولوجي :
من المقاييس المباشرة التي تستخدم في سبيل تحديد ما إذا كانت صعوبات التعلم تعد نتيجة لحدوث إختلال في الأداء الوظيفي العصبي أم لا . و على الرغم من أن مثل هذه  الدراسات
لم تكن نهائية و قاطعة فإنها تدل بصورة قوية على أن صعوبات التعلم وخاصة  صعوبات
القراءة إنما تقوم في الواقع على أساس نيورولوجي .
 1/ الدراسات التي تقوم على الفحص الطبي للجثة بعد الوفاة:من الجدير بالذكر أن أول
 الأدلة على وجود أوجه شذوذ نيورولوجية لدى الأفراد الذين يعانون من عسر القراءة قد    إستمدت من تشريح الجثث لتحديد سبب الوفاة حيث أجرى جالابوردا و جيسكونيد و زملاؤهما عشرات من التقييم الناقد لعرض الحقائق التي إستمدت من تشريح مخ الأفراد
المتوفين الذين كانوا يعانون من عسر القراءة، وقاموا بمقارنتها بنتائج ما يزيد على مائة تشريح لمخ أفراد متوفين كانت تتراوح أعمارهم عند الوفاة بين مرحلة الطفولة إلى الرشد و لم يكونوا يعانون من عسر القراءة.
ورغم أن عدد حالات الأفراد الذين كانوا يعانون من عسر القراءة الذي قام جالابوردا و جيسكوند بدراستهم كان صغيرا نسبيا فإن النتائج التي توصلا إليها كانت ثابتة حيث وجدا بالنسبة لغالبية الأفراد ممن لم يكونوا يعانون من عسر القراءة أن هناك جزءا من الفص الصدغي الأيسر أكبر من نظيره في النصف الكروي الأيمن . و تتضمن هذه المنطقة جزءا كبيرا من منطقة فيرنيك و يطلق عليها التسطح الصدغي، بينما كانت النتائج مختلفة بالنسبة للأفراد المتعسرين أي أن السطح الصدغي في الفص الصدغي الأيسر بالنسبة للأفراد المتعسرين في القراءة يكون إما مساويا في حجمه لمثليه في النصف الكروي الأيمن أو الأصغر منه حجما .
( نفس المرجع ، ص 114،115 )
2/ الدراسات التي تقوم على تصوير النيورولوجي : على الرغم من أن هذا الأسلوب لا يزال في طور التجريب العملي حتى الآن مما يجعل من غير الممكن اللجوء إليه و إستخدامه بصفة نهائية في التشخيص الإكلينيكي لصعوبات التعلم . لأن الدراسات التي تقوم على التصوير النيورولوجي لم تدعم بصفة أساسية تلك النتائج التي توصلا إليها جالابوردا
و جيسكويند ولا تزال موضع تساؤل أو محل شك أو التساؤل كما يشير جريجورينكو و حبيب ، و على الرغم من أن هؤولاء الباحثين لا يجدون دائما أن نفس هذه المناطق من المخ بالتحديد هي التي تؤدي إلى ذلك. فإن هناك درجة كافية من الإتساق و الثبات بين هذه
 البحوث و ما توصلت إليه من نتائج بحيث يمكننا بموجبها أن نحدد مايلي :
1- أن النصف الكروي الأيسر من المخ غالبا ما يكون هو موضع إختلال الأداء الوظيفي ، و مع ذلك وجد بعض الباحثين أيضا فروقا دالة تتعلق بالنصف الكروي الأيمن للمخ بين أولئك الأفراد الذين يعانون من عسر القراءة و أقرانهم الذين لا يعانون منها .
2- أن البحوث التي تم إجراؤها في هذا الإطار كانت موضوعية ، و كشفت عن نتائج ثابتة
بحيث حددت مواضع إختلال الأداء الوظيفي في منطقة بروكا و السطح الصدغي و منطقة
فيرنيك و التلافيف الدماغية الزاوية ( المنطقة التي تقع خلف منطقة فيرنيك مباشرة )
 3- أن نتائج البحوث التي تم إجراؤها في هذا الصدد كانت أقل ثباتا فيما يتعلق بإشارتها إلى المناطق التالية على أنها من المواضع التي تتسم بإختلال الأداء الوظيفي الذي يؤدي إلى
حدوث صعوبات التعلم و هي الفصوص القذلية و الفصوص الجدارية و الجسم الجاسيء
( و الذي يعد بمثابة مجموعة من الألياف العصبية تربط بين النصفين الكرويين للمخ مما يسمح بحدوث الإتصال بينهما على أثر ذلك ).
و تؤكد هذه الأدلة على أنه من غير المحتمل أن يكون إختلال الأداء الوظيفي لمنطقة واحدة فقط و محددة بالمخ و هو المسؤول عن صعوبات القراءة حيث من الأكثر الإحتمالات في هذا الإطار أن تشترك أكثر من منطقة واحدة فقط بالمخ في حدوث مثل هذه الصعوبات ، كما أن المواضع المحددة بالمخ التي تشهد ذلك الإختلال في الأداء الوظيفي تتباين من شخص إلى آخر ، و من المحتمل أن ترتبط الأنماط المحددة من مشكلات القراءة بمناطق مختلفة من المخ .حيث نجد على سبيل المثال أن هناك دليلا قويا يربط قدرة الطفل على ضم أو عزل الأصوات المختلفة التي تتضمنها الكلمة أو الكلمات أو الفونيمات المتضمنة فيها بذلك النشاط الذي يشهده الفص الصدغي الأيسر . و من المعروف أن هذه القدرة تعرف بالوعي الفونولوجي أو الصوتي و أنها تعتبر هي الأساس الذي يقوم عليه تعلم القراءة .
( نفس المرجع ، ص115،116،117 )
12- إختلال الأداء الوظيفي للنصف الكروي الأيمن من المخ :
أشار بعض الباحثين مثل مايكلبوست و روركي و سيمرود – كليكمان و هايند إلى أن أولئك
الأفراد الذين يعانون من إختلال في الأداء الوظيفي للنصف الكروي الأيمن من المخ يبدون
ما نطلق عليه صعوبات التعلم الغير اللفظية ويرى روركي و تساتسانيز  أن  هذا المصطلح
ما هو إلا خطأ في التسمية أو إسم مغلوط نظرا لأن أولئك الأشخاص يعانون من صعوبات التعلم غير اللفظية يواجهون مشكلات عديدة في المهام البصرية المكانية و غالبا ما نجدهم في المجال المعرفي يواجهون مشكلات في الحساب و التنظيم الذاتي و التنظيم عامة .      
( نفس المرجع ،ص 115،116،117 )
يكاد يتفق أغلب المنظرون في النموذج النيورولوجي على أن صعوبات التعلم تنتج من :    
ب- عدم توازن قدرات التجهيز المعرفي بين نصفي المخ ( السيطرة المخية ): لدى الطفل
كونها نتيجة لعيوب معرفية عامة حيث أن كلا من النصف الكروي الأيمن للمخ يختص
 بالمعالجة المتزامنة للمعلومات البصرية و المكانية ، و الأيسر يختص بالمعالجة المتتابعة للمعلومات اللغوية ، و التكامل بين النصفين مطلوب و ضروري لعملية التعلم و الإضطراب الوظيفي في أي منهما يسبب حالة من عدم التوازن التي تؤدي لصعوبات في التعلم. ( سليمان عبد الواحد يوسف إبراهيم ،2010، ص 57،85)
يشير عبد الناصر أنيس 1993 أن جوردن 1983 ذكر أن حدوث أي خلل أو إضطراب في وظائف نصفي المخ لدى المتعلم ينعكس تماما على سلوكه ، حيث يؤدي إلى قصور أو إضطرابات في الوظائف الإدراكية و الحركية و المعرفية و اللغوية و الدراسية و بالتالي حدوث صعوبات التعلم . ( نفس المرجع ،ص 60)
13-الأعراض الوظيفية و التشريحية المصاحبة لصعوبات التعلم في المخ :   
أثبت العلماء وجود إختلافات معينة تميز بنية المخ و وظائفه لدى من يعانون من صعوبات تعلم ،فقد وجد أن الفص الصدغي من المخ مختلف لدى من يعانون من العسر القرائي ، حيث إن المنطقة المرتبطة باللغة توجد على كلا الجانبين يكون مساويا لدى من يعانون من العسر القرائي ، في حين يكون الجزء الأيسر أكبر بشكل ملحوظ لدى الأشخاص العاديين .
( منى إبراهيم اللبودي ، 2005، ص32)
الأعراض الموجودة عند أطفال صعوبات التعلم : و تشمل :
- النشاط الزائد ، عجز إدراكي –  حركي  ،  تأخر أو عدم نضج إنفعالي ، خلل  عام  في
 التآزر ، إضطراب في الإنتباه  يظهر في قصر سعة  الإنتباه  و التشتت ،  الإندفاعية  ،
  إضطراب في الذاكرة و التفكير ، صعوبات تعلم محددة تشمل بشكل خاص عجز القراءة
التطوري و عجز الحساب و عجز الكتابة و التهجئة ، إضطراب في الكلام و السمع ، أعراض ترتبط بالجهاز العصبي و خلل في النشاط الكهربائي للدماغ .و إن كانت هذه الأعراض متداخلة فإنها لا تكون موجودة عند كل الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم.  ( محمد عبد الرحمان الشقيرات ، 2005، ص 265)
14- تقييم النفس-عصبي لعجز القراءة المكتسب:
يهدف الى تحقيق مايلي:
1- تحديد أنماط الخلل في العمليات المعرفية و الخلل في عمليات الادراك الحسي و الحركي المرتبطة بصعوبات التعلم.
2- استثناء وجود خلل محدد في وظائف القشرة الدماغية،هذا الخلل قد يرتبط به خلل معرفي  أو حسي أو حركي أو متلازمة معينة،حيث أنه في تعريف صعوبات التعلم يجب أن لا يرتبط بمثل الخلل و المتلازمات أو الأعراض.
3- استثناء الاضطرابات السيكيترية المتزامنة،هذا بالإضافة الى استعمال التقييم النفس تربوي.
(محمد عبد الرحمان الشقيرات،2005،ص 265 الى 266)
15- تشخيص و تقييم صعوبات التعلم غير اللفظية:
و مع أن السبب غير المباشر غير معروف فان الخصائص المرتبطة بهذا النوع يمكن أن تكون خصائص ثانوية لعدد مختلف من الاضطرابات العصبية(النيورولوجية)سواء كانت خلقية أو نمائية أو اصابات و أمراض حصلت بعد الولادة،كذلك يمكن البرفايل المعرفي في هذا النوع مع بعض الاضطرابات النمائية كالتوحد،عرض اسبيرجر،استسقاء الدماغ المبكر و خلل في الجسم الجاسئ و اصابات الدماغ المكتسبة التي تؤثر على المادة البيضاء.
(محمد عبد الرحمان الشقيرات،2005،ص 266)
الـالـمـراجــع :
* محمد عبد الرحمان الشقيرات ، مقدمة في علم النفس العصبي ، دار الشروق عمان الأردن 2005 ط1
* سليمان عبد الواحد يوسف إبراهيم ، سيكولوجية صعوبات التعلم (ذوي المنحة التعليمية ...بين التنمية و التنحية ) دار الوفاء لدنيا الإسكندرية مصر 2010 ط1
* منى إبراهيم اللبودي ، صعوبات القراءة و الكتابة تشخيصها و إستراتجياتها علاجها ، مكتبة زهراء الشرق القاهرة مصر 2005 ط1
* لمارتن هنلي – روبرتا رامزي – روبرت رامزي تعريب جابر عبد الحميد جابر ، خصائص التلاميذ ذوي الحاجات الخاصة و إستراتيجيات تدريسهم دار الفكر العربي القاهرة مصر 2001 ط1 
* دانيال هالاهان – جيمس كوفمان – جون لويد – مارغريت ويس ترجمة عادل عبد الله محمد، دار الفكر مصر 2007 ط1