الأحد، 19 أغسطس 2018

المنهاج الدراسي للتوحديي

المنهاج الدراسي للتوحديين
التدخل المبكر:
     إن الطفل التوحدي يفتقر لمهارات أساسية لا غنى عنها لجعل الحياة سهلة ونقص الاهتمام بالأعراض التي تظهر عليه مبكرا يضاعف من المشكلة مع تقدم العمر ويجعل العليم والتدريب لاحقا عملية صعبة لكل من الأسرة والمعلم، ومن أهداف التدخل المبكر تقوية العلاقة بين الطفل ووالديه وذلك من خلال تدريبهم على المهارات التالية:
  1. كيف يشعرون براحة مع أطفالهم.
  2. تنظيم البيت ليصبح أكثر راحة للأطفال.
  3. ممارسة متطلبات البرنامج الخاص بطفلهم في البيت.
  4. تقبل طفلهم كجزء من أفراد العائلة والاستمتاع معه.
1)                طرق التعلم عند الأطفال التوحديين:
   إن ما يجب القيام به هو فهم الطريقة التي يفكر بها هؤلاء الأطفال كطريقة التفكير الإدراكي والاجتماعي عند هؤلاء الأطفال، ثم التعرف على الطرق التي تساعد على تعزيز التعلم من خلال استخدام الأعمال الروتينية المعتادة وأدوات التعليم المرئي.
2-1- التفكير الإدراكي والتواصل الاجتماعي عند الأطفال التوحديين :
1-              التفكير بالصور وليس الكلمات.
2-              عرض الأفكار على شكل شريط فيديو في مخيلتهم ، الأمر الذي يحتاج إلى بعض الوقت لاستعادة الأفكار.
3-              صعوبة في معالج سلسلة طويلة من المعلومات الشفهية.
4-              صعوبة في الاحتفاظ بمعلومة واحدة في مخيلتهم أثناء محاولة معالجة معلومة أخرى.
5-              يتصفون باستخدام قناة واحدة فقط من قنوات الإحساس في الوقت الواحد.
6-              لديهم صعوبة في تعميم الأشياء التي يدرسونها ويعرفونها.
7-              لديهم صعوبة في عدم اتساق أو انتظام إدراكهم لبعض الأحاسيس.
وتبين المعلومات المتوفرة حول التواصل الاجتماعي لدى هؤلاء الأفراد انه من المحتمل أن :
أ‌-                 لأن تكون لديهم صعوبات في فهم دوافع الآخرين وتصوراتهم حول المواقف الاجتماعية.
ب‌-            يواجهون صعوبة في معالجة المعلومات الحسية التي تصل إليهم مما يؤدي إلى وجود عبء حسي.
ج- يستخدمون العقل بدلا من المشاعر في عمليات التفاعل الاجتماعي، وبناء على اقتراض أن الأطفال التوحديين يكتسبون المعلومات بطريقة مختلفة، فيجب أن يكون هناك توافق بين أساليب التعلم عند هؤلاء وطرق عرض المواد لهم. حيث يفضل أن يبدأ المعلمون على العمل على الاستفادة من نقاط القوة عن التلاميذ التوحديين.
  ومن أجل خلق بيئة تعليمية مساعدة يجب على المعلمين أن يقوموا بوضع بنية ثابتة أثناء التدريس.
2-1-1 البنية الثابتة:
     تعتبر البنية الثابتة من الأمور الحيوية عند تدريس الأطفال التوحديين، ويمكن تعزيز الأنشطة ببنية ثابتة تعتمد على :
  1. تنظيم المواد المطلوبة للدرس.
  2. وجود تعليمات واضحة.
  3. وجود نظام هيكلي لتقديم التلميحات المساعدة للطفل، بحيث لا يتم تقديم الإجابة أو الاستجابة المطلوبة المباشرة، بل يتم مساعدة الطفل على الوصول إلى الاستجابة المناسبة بتقديم تلميحات تنتقل بالطفل من درجة إلى أخرى (من السهولة) حتى يصل إلى الاستجابة المطلوبة.
كما يتم تعزيز البنية الثابتة باستخدام أعمال روتينية وأدوات مرئية مساعدة لا تعتمد على اللغة، فالروتينات المتكررة تسمح له بتوقع الأحداث مما يساعد على زيادة الاستقلالية.
وهناك ثلاثة أنواع من الروتينات:
أولا: الروتينات المكانية:
    التي تعمل على ربط مواقع معينة بأنشطة معينة والتي يمكن أن تكون على شكل جدول مرئي تستخدم كجدول يومي للأنشطة.
ثانيا: الروتينات الزمنية:
التي تربط الوقت بالنشاط وتحدد بداية ونهاية النشاط بشكل مرئي واضح.
ثالثا: الروتينات الإرشادية:
    التي توضح بعض السلوكيات الاجتماعية والتواصلية المطلوبة. وتعمل الروتينات المرئية المساعدة على إضافة بنية ثابتة للتدريس، حيث أنها ثابتة زمنيا ومكانيا ويمكنها أن تعبر عن أنواع متعددة من المواد، كالمواد المطبوعة والأشياء الحسية الملموسة والصور، وعادة ما نفترض أن الكلمات المطبوعة تعتبر أصعب ولكن هذا افتراض غير صحيح الأدوات المرئية تساعد على:
1-              تساعد الطفل على التركيز على المعلومات.
2-              تعمل على تسهيل التنظيم والبنية الثابتة.
3-              توضح المعلومات وتبين الأمور المطلوبة.
4-              تساعد الطفل في عملية التفضيل بين أكثر من خيار.
5-              تقلل من الاعتماد على الكبار.
   كما أن الأنشطة المرئية مثل تجميع قطع الألغاز PUZZLES وحروف الهجاء والطباعة والكتابة وقراءة الكتب، واستخدام الكمبيوتر كلها تعبر عن وجود بداية ونهاية واضحتين مما يساعد على وضوح تلك المهام.
2-1-2 مبادئ التفاعل الاجتماعي: عند تدريس التفاعل الاجتماعي يفضل أن تستخدم:
1-              سلسلة متوقعة من المواقف الاجتماعية.
2-              مجموعة معدة مسبقا من المحادثات الشفهية المنتظمة.
3-              رسائل شفهية تتماشى مع النشاط الحالي.
4-              الاستخدام المتتابع للكلام والأدوات المرئية المساعدة.
5-              الوقفة كإستراتيجية من استراتيجيات التعلم أي التوقف بين الفترة وأخرى.
6-              المبالغة في إظهار العواطف.
ومن الضروري تطابق طرق التدريس مع طرق التعلم الإدراكي(الذهني) والاجتماعي للشخص المصاب بالتوحد، كما أن استخدام البنية الثابتة على شكل روتينات وأدوات مرئية تساعد على تعزيز التعلم عند هؤلاء الأطفال.
2)             نصائح لعلمي الأطفال المتوحدين:
هناك مجموعة من النصائح التي يمكن تقديمها لآباء ومعلمي الأطفال التوحديين وهي :
  • يفكر كثير من المصابين بالتوحد باستخدام التفكير المرئي حيث يفكر بالصور بدلا من اللغة والكلمات وتبدو أفكاره كشريط فيديو يراه في مخيلته، فالصور هي لغته الأولى والكلمات لغته الثانية كما أن التعلم الأسماء أكثر سهولة من تعلم الأفعال حيث يمكنه أن يكون صورة في مخيلته للاسم، بينما من الصعب عمل ذلك بالنسبة لغير الأسماء كما يجب على المعلم عرض الكلمات بصورة واضحة للطفل وذلك باستخدام الألعاب مثلا.
  • حاول تجنب كلمات كثيرة وأوامر أو تعليمات طويلة حيث يواجه الأشخاص المصابين بالتوحد مشكلات في تذكر الكلمات وبذلك يمكن كتابة التعليمات على الورق إذا كان الشخص أو الطفل يستطيع القراءة.
  • لدى الكثير من الأطفال التوحديين موهبة في الفن والرسم أو الكمبيوتر حاول تشجيع هذه المواهب وتطويرها.
  • قد يركز الأطفال المصابين بالتوحد على شيء ما ويرفضون التخلي عنه، كلعب القطارات والخرائط وأفضل طريقة للتعامل مع ذلك هي استغلال ذلك من أجل الدراسة حيث يمكن استخدام القطارات مثلا: لتعليم القراءة والحساب أو يمكن قراءة كتاب عن القطارات والقيام بعض المسائل الحسابية باستخدام القطارات كالعد مثلا : كم كيلومتر يفصل بين محطة وأخرى.
  • استخدم طرق مرئية واضحة لتعليم مفهوم الأرقام.
  • يواجه كثير من المصابين بالتوحد صعوبات في الكتابة بسب صعوبات في التحكم بحركة اليد للتغلب على شعور الطفل بالإحباط بسبب سوء خطه، شجعه على الاستمتاع بالكتابة واستخدم الكمبيوتر في الطباعة إن أمكن ذلك.
  • بعض الأطفال المصابين بالتوحد يتعلمون القراءة بسهولة أكبر إذا استعملوا طريقة تعلم الحروف أولا، بينما يتعلم البعض الآخر باستخدام الكلمات دون تعلم الحروف أولا.
  • بعض الأطفال لديهم حساسية ضد الأصوات المرتفعة ولذلك يجب حمايتهم من الأصوات المرتفعة ( كصوت جرس المدرسة مثلا) أو أصوات تحريك الكراسي على الأرض، ويمكن التقليل من صوت تحريك الكراسي بوضع سجادة فوق أرضية الفصل.
  • تسبب الأضواء العاكسة ( الواجهة) بعض الانزعاج لبعض الأطفال التوحديين ولتجنب هذه المشكلة ضع طاولة الطفل قرب النافذة أو تجنب استخدام الأضواء العاكسة.
  • بعض التوحديين يعانون من فرط الحركة حيث يتحركون كثيرا ويمكن أن نلبسهم صدرية أو معطف ثقيل يقلل من حركتهم كما أن الضغط الناتج عن الوزن الثقيل على تهدئة الطفل. ولأفضل النتائج يجب أن يرتدي الطفل الصدرية لمدة 20 دقيقة ثم يتم خلعها لبعض الدقائق.
  • يستجيب بعض التوحديين بشكل أفضل ويتحسن الكلام عندهم إذا تواصل المعلم معهم بينما هم يلعبون على أرجوحة فالإحساس الناتج عن التأرجح قد يساعد على تحسين الحديث، لكن يجب أن لا يجبر الطفل على اللعب بالأرجوحة إلا إذا كان راغبا بذلك.
  • تعتبر حاسة اللمس عند الكثير من الأشخاص المصابين بالتوحد ممن يستخدمون التواصل غير اللفظي أكثر الحواس فاعلية، ولذلك يمكن تعليمهم الحروف بتعويدهم على لمس الأحرف المصنوعة من البلاستيك فمثلا قبل 15 دقيقة من موعد الغداء قدم للشخص ملعقة ليمسكها.
  • يجد الأشخاص صعوبة في فهم الرسومات حيث يفضلون استخدام الأشياء الحقيقية والصور في البداية.
  • قد لا يدرك بعض المصابين بالتوحد أن الكلام يستخدم كوسيلة للتواصل فان تعلم اللغة يجب أن يركز على تعزيز التواصل فإذا طلب الطفل كوبا فأعطه كوبا و إذا طلب طبقا بينما هو يريد كوبا أعطه طبقا حيث يحتاج الطفل أن يتعلم انه حينما ينطق بكلام ما فان ذالك يؤدي إلى حدوث شيء ما.
4)- جداول النشاط المصور :
     تساعد في إكساب الأطفال أن يأتوا بسلوك مرغوب اجتماعيا أو تعمل على سلوك غير مرغوب وذلك بشكل علمي وفق خطوات إجرائية. و يمكن أن يكون هذا الجدول على شكل البوم صور متوسط الحجم أو كراس رسم صغير أو غلاف ثلاثي الحلقات. كذلك يجب أن يكون اللون لدى الصفحات موحدا حتى لا يعمل لون الصفحة أو المثيرات الأخرى غير المرتبطة على مثبت انتباه الطفل وابتعاده عنها .
1-  التعرف على الصورة و تمييزها عن الخلفية (الأرضية ) : أن يشير الطفل إلى الصورة في كل صفحة من الجدول النشاط مع ذكر اسم ما تتضمنه إذا كان يعرفه و إذا لم يردد فعليه أن يردد هذا الشيء على أن تصل  نسبة استجاباته الصحيحة على الجدول 80%  على الأقل.
2-  تمييز الأشياء المتشابه والتعرف عليها : تتضمن خمس صفحات كل منها صورة  واحدة تتضمن خمسة أشياء أو لعب  ويوضع المعلم الأشياء أمام الطفل على منضدة ويجعله يتعرف عليها ثم يقوم بعرض جميع اللعب منفردة ليتعرف عليها على ألا تقل نسبة استجاباته الصحيحة على هذا الجدول 70%.
3-  التطابق بين الصورة والموضوع أو الشيء: حيث يتم وضع قطعة واحدة أو لعبة واحدة. أمام الطفل ويطلب منه أن يتعرف عليها في وسط مجموع القطع أو اللعب الأخرى تتضمن لعبة مطابقة لهذه المنفردة على ألا تقل نسبة استجابته الصحيحة 70%.
-5برنامج لوفاس:
    هو برنامج تربوي من برامج التدخل المبكر للأطفال المصابين بالتوحد اعتمد على نظرية التحليل السلوكي التطبيقي وأخذ اسمه من مبتكره الدكتور "افار لوفاس " وهو أستاذ الطب النفسي في لوس أنجلس بدأ تجاربه في عالم التوحد في أواخر الخمسينيات من القرن 20 وهو مسؤول مركز متخصص في دراسة وعلاج التوحد.
  تعتمد هذه الطريقة على :
. استخدام الاستخدام الشرطية بشكل مكثف.
. التدريب في التعليم المنظم و الفردي.
. اشتراط الأسرة في البرنامج.
.  يتم اختيار المعزز على حسب ميول الطفل ( أكل، لعب ، مدح...).
.  يركز على البرامج الفردية.
. يهدف هذا البرنامج إلى زيادة السلوك المرغوب فيه وإنهاء أو تقليل السلوك الغير مرغوب فيه وبناء المهارات المطلوبة ليستطيع الطفل المصاب بالتوحد من مواصلة متطلبات الحياة.
. يبدأ البرنامج مع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات ب( 10-16) ساعة أسبوعيا وتزداد بالتدريج لتصل إلى ( 35-40) ساعة أسبوعيا . ويستخدم المدرب التعليم العرضي والتي يمكن استغلالها من البيئة الطبيعية فمثلا إذا أحب الطفل لعبة ما يحث المدرب أن يطلبها بطريقة مقبولة من التواصل إن المعلم يستغل المبادرات التي يظهرها الطفل سواء كانت لفظية أو غير لفظية مهما تكن أو ثابتة.
إن الأهداف الرئيسية للبرامج للأطفال الذين يكونون أقل من 3 سنوات هي :
-       تحسين التواصل.
-       تنمية مارات اللعب.
-       بناء علاقات فاعلة.
-       ردود فعل مناسبة للمثيرات الحسية.
-       تطوير مهارات التركيز، التقليد، الطلب.
   إن كثافة العلاج هي النقطة المهمة لتقدم للطفل، لذلك فان الأطفال بين أعمار ( 3-5 ) سنوات يعلمون من ( 5-8) ساعات يوميا لمدة ( 5-7) أيام أسبوعيا. وهي لا تختلف عن فئة أعمار أقل من سنتين من حيث بداية التدخل العلاجي الذي يبدأ بوقت أقل ثم يزداد سريعا و بشكل تدريجي.
    يدار البرنامج عن طريق تقسيم اليوم إلى جلسات تتراوح الجلسة الواحدة ما بين ( 2-4) ساعات وخلال تكون هناك استراحات اللعب فالطفل والمدرب يعملان على المهمة ما بين ( 2-5) دقائق ويعطى راحة ما بين دقيقة إلى دقيقتين ويؤدي الطفل المهمة في أماكن متعددة على المنضدة أو الأرض أو حول البيت وربما حتى في الخارج وهناك استراحة كبرى ما بين (10-20) دقيقة تكون مابين (1-2 ساعات) ويمكن للطفل والمعلم أن يذهبا خارجا ويلعبا ألعابا مرغوب فيها بالنسبة للطفل ان هذه الاستراحات تفسح المجال أمام الطفل أن يطلب من المعلم ما يريد.
-       ويفترض أن يكون جدول التعليم يتوافق مع حاجات الطفل وربما يتضمن وقتا للقيلولة بعد الظهر.
-       يتعلم الأطفال المهارات من خلال التدخلات السلوكية، فقد يذكر المعلم لعبة ما ويشير الطفل إليها أو يمسكها من بين الألعاب ويتلقى التعزيز من المعلم والتعليم العرضي وهو كيف يسرع في استجاباته و يدمج مع أقرانه.
-       يركز برنامج لتعليم الأطفال المفاهيم المجردة والاستجابة للأسئلة البسيطة ابتداء جواب من كلمة واحدة والتدرج إلى التحدث بجملة كاملة ويتطور الأمر لتعدد الاستجابات ويتعلم الطفل كما يوازن بين اللعب والتعاون مع الآخرين.
 وتتطور الخطة لتسهل عاملين مهمين في المدرسة :
-       التعلم ضمن مجموعة.
-       اكتساب أصدقاء.
أما الأطفال الأكبر سنا فالأهداف تدور حول:
-        تحسين حياتهم.
-       المهارات المهمة مثل العناية الذاتية.
-       استغلال أوقات الفراغ باستقلالية.
-       التواصل المجتمعي.
-       التفاعل مع الأقارب.
    إن الطفل يحتاج بشكل أساسي إلى ( 6-12 شهرا) تدخل في البيت لمتطلبات العناية الذاتية واللغة ومهارات اللعب قبل أن يحقق التقدم في جماعة الصف في المدرسة.
ومن أهم الركائز لتطبيق برنامج لوفاس هي القياس المستمر لمدى تقدم الطفل في كل مهارة وذلك من خلال التسجيل المستمر لمحاولات الطفل الناجحة منها والفاشلة وأهم المجالات التي يركز عليها لوفاس
( الانتباه، التقليد، لغة الاستقبال، لغة التعبير ما قبل الأكاديمي، الاعتماد على النفس ) ومع تقدم الطفل وتطور قدراته تزداد صعوبة الأهداف لكل مجال من المجالات السابقة وتضاف لها أهدافا للمجالات الاجتماعية و الأكاديمية والتحضير للدخول للمدرسة